بدء إغلاق صناديق الاقتراع في أمريكا    مشاريع مهيكلة بسيدي إفني ومير اللفت            29 برلمانيا بمجلس المستشارين يصادقون على مشروع قانون إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار وثلاثة يمتنعون        وهبي يتهم جمعيات المحامين ب"الابتزاز" ويُكَذب تصريحات بشأن قانون المهنة    مشروع الميزانية الفرعية لوزارة الداخلية برسم سنة 2025 يندرج في إطار مواصلة تفعيل مخططاتها وبرامجها الهيكلية (لفتيت)    نتنياهو يقيل وزير الدفاع جالانت بسبب "أزمة ثقة"    منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تطلق بباريس مراجعة سياسات الاستثمار في المغرب    الرباط.. إطلاق العديد من مشاريع التسريع المدني للانتقال الطاقي    حكومة إسبانيا تعلن خطة مساعدات بعد فيضانات خلفت 219 قتيلا    ذكرى استرجاع أقاليمنا الجنوبية    وقفة تستنكر زيارة صحفيين لإسرائيل        عندما طلب مجلس الأمن وقف «المسيرة « وأجاب الحسن الثاني : لقد أصبحت مسيرة الشعب    بنك المغرب يكشف حقيقة العثور على مبالغ مالية مزورة داخل إحدى وكالاته    الوداد يواجه طنجة قبل عصبة السيدات    "يوسي بن دافيد" من أصول مغربية يترأس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط    "الأطفال وكتابة الأشعار.. مخاض تجربة" إصدار جديد للشاعرة مريم كرودي    18 قتيلا و2583 جريحا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال الأسبوع المنصرم    مجموعة بريد المغرب تصدر طابعاً بريدياً تذكارياً بمناسبة الذكرى العاشرة لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر        أخنوش: خصصنا في إطار مشروع قانون المالية 14 مليار درهم لدينامية قطاع التشغيل    الأحمر يغلق تداولات بورصة الدار البيضاء        جدل في البرلمان بين منيب والتوفيق حول الدعوة ل"الجهاد" في فلسطين    مرحلة ما بعد حسم القضية..!    التجمع الوطني للأحرار يستعرض قضايا الصحراء المغربية ويشيد بزيارة الرئيس الفرنسي في اجتماع بالرباط    قرض ب400 مليون أورو لزيادة القدرة الاستيعابية لميناء طنجة المتوسط    بن صغير يكشف أسباب اختياره للمغرب    تحقيقات جديدة تهز كرة القدم التشيلية    كَهنوت وعَلْموُوت    التساقطات ‬المطرية ‬أنعشت ‬الآمال ..‬ارتفاع ‬حقينة ‬السدود ‬ومؤشرات ‬على ‬موسم ‬فلاحي ‬جيد    رئيس الحكومة يستعرض إنجازات المغرب في التجارة الخارجية    "روائع الأطلس" يستكشف تقاليد المغرب في قطر    مستشارو فيدرالية اليسار بالرباط ينبهون إلى التدبير الكارثي للنفايات الخضراء و الهامدة بالمدينة    "متفجرات مموهة" تثير استنفارًا أمنيا في بولندا    فن اللغا والسجية.. المهرجان الوطني للفيلم/ جوائز المهرجان/ عاشت السينما المغربية (فيديو)    الأرصاد الجوية تتوقع ارتفاع الحرارة خلال الأيام القادمة في المغرب    غير بعيد على الناظور.. حادث سير مروع يخلف عشرة جرحى    حقيقة انضمام نعية إلياس إلى الجزء الثالث من "بنات للا منانة    أولمبيك أسفي يوجه شكاية لمديرية التحكيم ضد كربوبي ويطالب بعدم تعيينها لمبارياته    القفطان المغربي يتألق خلال فعاليات الأسبوع العربي الأول في اليونسكو    وزيرة التضامن الجديدة: برنامج عمل الوزارة لسنة 2025 يرتكز على تثمين المكتسبات وتسريع تنفيذ إجراءات البرنامج الحكومي    دقيقة صمت خلال المباريات الأوروبية على ضحايا فيضانات فالنسيا    صاعقة برق تقتل لاعبا وتصيب آخرين أثناء مباراة كرة قدم في البيرو    تصفيات "كان" 2025.. تحكيم مغربي المباراة نيجيريا ورواندا بقيادة سمير الكزاز    أطباء العيون مغاربة يبتكرون تقنية جراحية جديدة    الجينات سبب رئيسي لمرض النقرس (دراسة)        خلال أسبوع واحد.. تسجيل أزيد من 2700 حالة إصابة و34 وفاة بجدري القردة في إفريقيا    إطلاق الحملة الوطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة بإقليم الجديدة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    وهي جنازة رجل ...    أسماء بنات من القران    نداء للمحسنين للمساهمة في استكمال بناء مسجد ثاغزوت جماعة إحدادن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاغتيالات السياسية… دوافعها ونتائجها
نشر في نون بريس يوم 12 - 02 - 2017

وجدت الاغتيالات السياسية نتيجة الصراع على السلطة،و لكن بالتأكيد السلطة ليست الدافع الوحيد، فهناك النزاعات العرقية و الطائفية بين الجماعات المختلفة أو داخل الجماعة الواحدة أحيانا.
و قد شهد تاريخ البشرية سلسلة لا نهاية لها من الاغتيالات السياسية كان قانونها المبدأ الميكافيللي "اقتل عدوك قبل أن يقتلك، فالغاية تبرر الوسيلة حتى و إن كان القتل" و هو مبدأ أساسي و أزلي،قانون عام لا يستثني أحدا، و بموجب هذا القانون أصبح لدينا قائمة طويلة من الاغتيالات السياسية تتصدرها أسماء لشخصيات عديدة "من ملوك و رؤساء وعلماء وناشطين سياسيين وعسكريين" دفعت حياتها ثمنا لأفكارها و مواقفها و قناعاتها الخاصة، ويمكننا الحديث عن سجل مليء بالضحايا لشخصيات لعبت أدوار مهمة في تاريخ مجموعة من الدول و الشعوب.
و الاغتيال وليد العنف السياسي بشكل عام عادة ما ينتشر في البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية بين نظامي حكم مختلفين، حيث تتولى الأجهزة الأمنية و الاستخباراتية، مهمة ملاحقة الخصوم السياسيين و تصفيتهم أو إسكاتهم، و تعمل على منع كافة أشكال معارضة و نقد النظام الجديد بصورة منهجية و علنية.
أما أدوات و أساليب الاغتيال فهي متعددة و قد عرفت تطورا بمرور الزمن من السم و نصال السيوف و الخناجر،إلى القنص وتفخيخ السيارات، و تلغيم الطرود البريدية، و إسقاط الطائرات…
وتأكد كافة البحوث و الدراسات الأكاديمية،أن الدول العربية كان لها نصيب الأسد في الاغتيالات السياسية، حيث يحتل الوطن العربي المرتبة الأولى بين مختلف بلدان العالم من حيث عدد حوادث الاغتيال.
معظم تلك الاغتيالات للأسف جاءت حقائقها و أحداثها مبتورة و ناقصة، وتحتاج في أغلب الأحيان لمزيد من الدقة، و هذا راجع لكون ملفات الاغتيالات السياسية من أخطر الأسرار التي تحرص الدول على إبقائها طي الكتمان، حفاظا على المصالح السياسية الخاصة طبقا لحساباتها…و فيما يلي سوف نسلط الضوء على أهم و أشهر و أخطر الاغتيالات السياسية.
كان جون فيتزجيرالد "جاك" كنيدي الرئيس ال35 للولايات المتحدة، وتولى المنصب من عام 1961 حتى وفاته في عام 1963. بعد انتهاء الخدمة العسكرية لكينيدي كقائد للطوربيد PT-109 أثناء الحرب العالمية الثانية في جنوب المحيط الهادئ، أصبح عضو الكونجرس الديمقراطي عن منطقة بوسطن، وفي عام 1953 صار كيندي عضوًا في مجلس الشيوخ، وفي نفس العام تزوج من جاكلين بوفير.
وفي عام 1955، بعد إجراء جراحة في ظهره وبينما هو يتعافى، كتب مقال "لمحات في الشجاعة"، الذي فاز بجائزة بوليتزر في التاريخ.
في عام 1956 فاز كينيدي عن الحزب الديمقراطي بمنصب نائب الرئيس، وبعد أربع سنوات كان مرشح الجولة الأول لرئيس الجمهورية. شاهد الملايين المناظرات التليفزيونية بينه وبين المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون. فاز بفارق ضئيل في الأصوات، وأصبح كينيدي أول رئيس كاثوليكي روماني.
في 22 نوفمبر عام 1963، عندما أتم فقط ألف يوم في منصبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، اغتيل جون فيتزجيرالد كينيدي برصاص قاتل كما أصيب حاكم ولاية تكساس. وكان كنيدي أصغر رئيس منتخب يصل إلى كرسي الرئاسة. وكان أيضًا أصغر مَن يموت.
تولى الملك فيصل ابن عبد العزيز آل سعود الحكم في 2 نوفمبر 1964، بعد خلع أخيه الملك سعود الذي عانى في سنوات حكمه الأخيرة العديد من الأمراض السبب الذي أعجزه عن القيام بأعباء الحكم،
تميز الملك فيصل بالحكمة و سداد الرأي، فأحبه شعبه و باقي الشعوب، و دافع على القضية الفلسطينية بشكل خاص وواضح، حيث إنه لم يعترف بإسرائيل كدولة، و عارض ظهور أي مبدأ يعارض الشريعة الإسلامية في السعودية. كما أنه قام بقطع البترول عن الغرب أثناء حرب أكتوبر 1973.
دفع الملك الفيصل ثمن موقفه، فتم اغتياله في 25 مارس 1975 على يد ابن شقيقه الأمير "فيصل بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود"الذي أطلق النار على الملك و هو يستقبل وزير النفط الكويتي " عبد المطلب الكاظمي" في مكتبه بالديوان الملكي وأرداه قتيلا، و كان السبب الرئيسي لوفاته اختراق إحدى الرصاصات للوريد.
و رغم جهل الدافع الحقيقي وراء اغتياله، إلا أن هناك من يزعم بأن ذلك تم بتحريض من الولايات المتحدة و المملكة المتحدة بسبب سياسة مقاطعة تصدير البترول التي انتهجها في بداية السبعينات من القرن العشرين بعد حرب أكتوبر.
شغل رفيق الحريري منصب رئيس وزراء لبنان بعد رحلة كفاح فريدة، بدأها من الصفر إلى أن أصبح من كبار رجال الأعمال في العالم، حتى أصبح في مطلع الثمانينيات واحد من بين أغنى مائة رجل في العالم. وهو من قلائل الرجال في التاريخ الذين جمعوا باقتدار بين السياسية و عالم المال و الاقتصاد،ليتصدر في سنوات قليلة صدارة المشهد السياسي في بلاده.
كان له الدور الأبرز و الأهم في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت سنوات طويلة، و من تم إعادة إعمار لبنان.
قام الحريري بالعديد من الأعمال الخيرية لأهل بلاده و كان أشهرها منح طلابية للدراسات الجامعية لأكثر من 26 ألف طالب و طالبة من كل الطوائف اللبنانية على مدى 20 عاما، إضافة إلى تقديم المساعدات لضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان و مساعدة دور الأيتام العجزة و إنقاذ جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية من الديون.
واستطاع خلال فترة رئاسته الأولى للحكومة اللبنانية من 1992 حتى 1998 تحقيق انجازات عظمى منها:
ارتفاع قيمة العملة اللبنانية بنسبة 15% خلال أيام
خفض الضرائب على الدخل إلى 10% فقط لتحسين الاقتصاد
اقترض مليارات الدولارات لإعادة تأهيل البنية التحتية و المرافق اللبنانية
ساهمت شركته بأعمار وسط بيروت بعد الحرب الأهلية و قد حمل المشروع اسم سوليدير.
…..
و تعهد خلال فترة رئاسته الثانية بتخفيض البيروقراطية و خصخصة المؤسسات العامة التي لا تحقق ربحا.
و بعد خلاف مع الرئيس اللبناني "إميل لحود" استقال من منصبه في أكتوبر 2004 .
اغتيل الحريري في 14 فبراير 2005 بشحنة متفجرات تزن أكثرمن طن من مادة "T.N.T" شديدة الانفجار و حدث ذلك أثناء مرور موكبه بجانب فندق " سان جورج"في العاصمة اللبنانية بيروت.
تحملت سوريا الجزء الأكبر من غضب الشارع اللبناني و الدولي و تم اتهام نظام الأسد بضلوعه في تلك الجريمة…
و قامت ثورة "الأرز" التي أخرجت الجيش السوري من لبنان و أدت إلى إنشاء محكمة دولية من أجل الكشف عن القتلة و محاكمتهم.
كان يقول عن قضية فلسطين "نحن لا نريد أكثر من حقنا..لأننا لا نكره اليهود..و لا أقاتل اليهود لأنهم يهود..فاليهود أهل دين.. و نحن أهل دين نحب و نحترم كل الأديان..أخي الذي من أمي و أبي و دينه الإسلام..إذا أخذ بيتي و طردني منه..فسأقاتله و عندما يأخذ اليهود أرضي و بيتي و يطردوني..بالطبع سأقاتلهم"… "نحن لا نكره اليهود لكن نقول لليهود أعطونا حقنا".
رغم شلله قاوم الاحتلال على كل المنابر، و في كل الساحات ، كان دائما يكرر مقولته الشهيرة " الاستسلام هو طريق الذل و الهوان..طريق الخزي و العار"، و اعتقل لمرات عدة من طرف السلطات الإسرائيلية.
لم يردع شلل مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين إسرائيلَ عن اغتياله، إثر قيام مروحية الأباتشي الإسرائيلية، بإطلاق ثلاثة صواريخ على الشيخ المقعد وهو خارج على كرسيه المتحرك من مسجد المجمّع الإسلامي بحي الصّبرة في قطاع غزة، فجر 22 مارس 2004 .
إذ كانت تجد في خطبه التي تلهب مشاعر المصلين، وتدعوهم إلى مقاومة المحتل دوراً بارزاً في إكمال مسيرة المقاومة عقب هزيمة 1967، واحتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة.
يعدّ الشيخ ياسين من أبرز قادة المقاومة الفلسطينية ومن أقوى الشخصيات تأثيراً على الشارع العربي، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون استشهاد الشيخ ياسين نصراً له، واعداً باستمرار سياسة الاغتيالات ضد قادة المقاومة الفلسطينية.
كان بوضياف أحد مفجري الثورة الجزائرية، ومن أهم أعضائها، بدأ مشواره النضالي منذ ثلاثينيات القرن الماضي، و كان من قياديي التنظيم العسكري التابع لحزب الشعب الجزائري الذي اشترك في تأسيسه عام 1937.
و كان يحلم بجزائر قوية تعتمد على نفسها و تعمل على تحقيق الأهداف الكبرى التي سطرتها ثورة التحرير بفضل دماء مليون و نصف مليون شهيد، و من ضمنهم مغاربة و تونسيون و بعض العرب.
لم يحكم الرئيس السابع للجزائر محمد بوضياف البلاد أكثر من ستة أشهر بعدما شهدت البلاد أحداثاً أمنية وحالة من عدم الاستقرار تبعها انقلاب نفّذه عدد من قيادات الجيش أطاح بحكم بوضياف.
تم اغتيال بوضياف يوم 29 يونيو 1992 على يد الملازم في القوات الخاصة الجزائرية مبارك
بومعرافي.
وخلفه في منصب رئيس الجمهورية الجزائرية الرئيس علي كافي، ثمّ الرئيس اليامين زروال قبل أن يتسلّم الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة الحكم في العام 1999. وقد تعرض للملاحقة القضائية واتهم بالتآمر على أمن الدولة. تنقّل بوضياف بين باريس وسويسرا والمغرب قبل تنصيبه رئيساً في يناير 1992 خلفاً للشاذلي بن جديد بعد أن استقال الأخير.
تم اغتيال الرئيس المصري الراحل أثناء عرض عسكري في 6 أكتوبر 1981. كان الحاضرون يستمتعون بالمشاهدة، ثم انطلق صوت المذيع الداخلي "الآن تجيء المدفعية".
وفجأة توقفت إحدى الدّراجات بعد أن أصيبت بعطل مفاجئ، ونزل قائدها وراح يدفعها أمامه، لكن سرعان ما انزلقت قدَمه، ووقع على الأرض، والدّراجة فوقه فتدخّل جندي كان واقفاً إلى جوار المنصة، وأسعفه بقليل من الماء.
توقفت سيارة خالد الإسلامبولي، وأصبحت أمام المنصة تماماً، وفي لحظات وقف القناص حسين عباس، وأطلق دفعة من الطلقات، استقرت في عنق السادات، ثم ألقى قنبلة وأخذ رشاش السائق وطار مسرعاً إلى المنصة.
كان السادات قد نهض واقفاً بعد إصابته في عنقه وهو يصرخ، بينما اختفى جميع الحضور أسفل كراسيهم.وتحت ستار الدخان، وجّه الإسلامبولي دفعة طلقات جديدة إلى صدر السادات أودت بحياته.
يعتبر إسحق رابين من أهم الشخصيات الإسرائيلية التي لعبت أدوارا مهمة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
فقد كان رئيسا للأركان أثناء حرب 1967، ووزيرا للدفاع في انتفاضة 1987، واتصل بالفلسطينيين عام 1989، وهو الذي وقع معاهدة السلام الإسرائيلية الأردنية عام 1994.
ورغم تاريخه في خدمة الدولة العبرية فإنه سقط صريعا برصاص أحد المتطرفين اليهود المحتجين على سياساته.
لم ترض أحزاب اليمين الإسرائيلية المتشددة عن تحركات رابين السياسية فاغتالته عام 1995.
عاش إسحاق رابين حياته يؤمن بأحقية دولة إسرائيل في الوجود و يدافع عن كيانها على حساب الحقوق العربية.
و أثرت في توجهاته الفكرية الأفكار الصهيونية التي آمن بها والده و والدته في مقتبل حياتهما، و نمط التعليم الذي تلقاه في صباه في مدارس "الهستدروت" و عضويته في قوات"الهاغاناه". و حينما بدأ مسيرة السلام مع الفلسطينيين و الأردنيين فإنه كان يرغب بسلام يعزز أمن إسرائيل و يثبت وجودها في المنطقة العربية.
اختطف المناضل المغربي المهدي بن بركة عام 1965، وقتل في العاصمة الفرنسية باريس، بن بركة لم يكن مناضلاً وطنياً فقط، بل زعيماً أممياً نشيطاً ضد الاستعمار العالمي، ومن أجل تحرر الشعوب المضطهدة.. لذا بات التخلص منه مطلباً رئيسياً في حملة الإمبريالية الدولية لقمع انتفاضة العالم الثالث على الاضطهاد.
قتله كان حلقة في مسلسل إجرامي نفذته الإمبريالية العالمية بحق المناضلين من أجل مستقبل أفضل للبشرية..وأعقبه انقلاب في الجزائر أطاح بين بللا، وانقلاب علي أحمد سوكارنو وما أعقبه من مجزرة بحق خمسة ملايين من البشر هناك، وقتل كل من رئيس الوزراء الإيراني علي منصور، ومالكوم إكس والزعيم البرتغالي مانويل دلغادو، ووزير دفاع غواتيمالا إرنستو مولينا، وغيفارا، ومارتن لوثر كينغ، وأميلكار كابرال، وكذلك انقلاب الجنرالات على حكومة بباندريو اليسارية في اليونان، ثم عدوان عام (1967م)..و القائمة طويلة.
اختطاف بن بركة وقتله كان جزءاً من جريمة دولية شاركت فيها قوى الاستعمار وعملائه، وأدت إلى انقلابات في العالم الثالث أعادت دول قيادية فيه إلى الأسر الاستعماري، نعيش تداعياته المرعبة على نحو مكثف منذ تفرد الغرب بالقرار العالمي، التواق دوماً إلى إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء واستعمار الأمم الصغيرة ونهب ثرواتها واستبعاد شعوبها.
من اختطف المهدي بن بركة، ومن ثم قتله؟ الحقيقة الكاملة ما تزال خفية والقتلة أجبن من أن يعترفوا بجريمتهم، والعالمون بتفاصيلها يصمتون حفاظاً على هيبة مزعومة لدولهم وأنظمتهم.
لكن من المؤكد أن الاستخبارات الفرنسية والموساد الصهيوني ووكالة الاستخبارات المركزية، شاركت في التخطيط لتلك الجريمة الدولية وسعت لتنفيذها، على نحو مباشر أو غير مباشر، حيث أوكلت إلى عملائها إضافة إلى مجموعة من المجرمين والقتلة المحترفين مهمة تنفيذها.
يعد عباس المسعدي من أبرز مؤسسي جيش التحرير وقادته، ويمكن اعتبار ملفه من أخطر ملفات الاغتيال السياسي بالمغرب، ويعد ملفا ملغوما وخطيرا بكل ما تعني الكلمة من معنى، يصعب الوصول لخلاصات حاسمة فيه بالسهولة المطلوبة.
و هذا ما يتطلب تعاملا حذرا مع الموضوع و العمل على جمع كل المعطيات و الشهادات. إن شهادة العائلة هنا ليست مهمة فحسب بل ضرورية و حاسمة في العديد من جوانب الملف، لكن لا يمكن أن نعرف الحقيقة الكاملة حول جريمة اغتيال عباس المساعدي، إلا بعد أن يتكلم القتلة الأحياء منهم و الموتى و رفع الدولة يدها على سرية الملف.
إن الدولة تعرف كل الأسرار وما زالت عاجزة إلى يومنا هذا عن التصريح بأسماء القتلة و من يقف وراءهم و تقديم الأحياء منهم إلى العدالة لترتاح العائلة و يرتاح طلاب الحقيقة جميعهم.
تشير العائلة إلى أن القتلة هم بعض قادة حزب الاستقلال و من خلالهم كل من كان له مصلحة في تصفية جيش التحرير.
استخدم الاغتيال كوسيلة لتحقيق أغراض المحرض، لأسباب ودوافع كثيرة متنوعة منها القضاء على المنافسين للاستيلاء على السلطة في الدولة، أو استخدام سلطة الدولة للقضاء على التهديدات المتصورة للأمن من قبل جماعات معارضة، وتستخدمه الجماعات المتمردة التي تسعى إلى تعزيز مواقفها ضد السلطة، وكذلك الحال بالنسبة للإرهابيين الذين يؤمنون بدوافع فكرية، وبالتالي فان الأساليب والأسلحة والمبررات السياسية قد تتغير خلال المراحل التاريخية ولكن مبادئ الاغتيال السياسي هي ذاتها على الدوام.
ويمكن تعريف الاغتيال السياسي على أنه القتل عمدا وغدرا لشخصية عامة، لأسباب سياسية أو فكرية أو دينية أو طائفية، ويعرفه السيد "جورج باركس " رئيس فرع القانون الدولي والشؤون الدولية في الجيش الأمريكي، بأنه "جريمة قتل شخص مستهدف لأغراض سياسية." وبالرغم من أن الاغتيال عموما يطال شخصيات سياسية، فان العديد من الضحايا لم يكونوا من ذوي المناصب السياسية أو المكانة المرموقة، إذ أريد ببعض حوادث الاغتيال، أن تلهب الأجواء العامة وأن تكون سببا للتحريض والثورة.
وبشكل عام تكون الاغتيالات السياسية، على درجة عالية من التخطيط والتنظيم والدقة في إصابة الهدف، ولمواجهة هذه الظاهرة في حال تكرارها، بحيث تصبح أحد أشكال العنف السياسي، فإن الدول قد تلجأ إلى تقوية السياسات الأمنية على حساب السياسات الأخرى.
وكان "توماس مور" واحدا من بين المفكرين الغربيين الذين دافعوا عن فكرة اغتيال القادة السياسيين، باعتبارها أداة من أدوات فن الحكم و" وسيلة لتجنيب المواطنين العاديين مشاق الحرب التي كان قادتهم مسؤولين عنها".
كما تمارس الجماعات الإرهابية عمليات الاغتيال على نحو متكرر لخلق حالة من الخوف كافية لتدمير النظام برمته، وعلى مدى فترات طويلة نسبيا من الزمن. وعلاوة على ذلك، فإن هذه الاغتيالات قد تكون سببا للحصول على مكتسبات من الحكومات من خلال إيقاع ضغوط بها وإقلاق استقرارها. ومن جهة أخرى، ففي مجتمعات العنف وعدم الاستقرار السياسي والمجتمعي فإن الجماعات السياسية قد تلجأ إلى الاغتيال كوسيلة لإسكات الخصوم وتقويض قوتهم.
ويرى "محمد شقير" المحلل السياسي أن اللعبة السياسية و قبل كل شيء لا تتبنى العنف بشكل دائم، ففيها جانب العنف المتأثر بشكل كبير بطبيعة العمل السياسي، و عادة هذا العمل السياسي يزداد عنفا في وقت الاحتقانات السياسية أو في وقت التناحر على المناصب و في وقت التقلبات أو عدم الاستقرار السياسي و بالتالي يكون الاغتيال آلية من آليات الصراع بين مكونات النخبة السياسية في أي بلد.
و مفهوم الاغتيال لا يختلف بين الدول الديمقراطية و غير الديمقراطية بدليل أنه في الولايات المتحدة و التي تعتبر من أرقى الديمقراطيات في العالم، حدثت العديد من الاغتيالات مثال: كنيدي- لينكولن..
و أوضح شقير أن مسالة الاغتيالات تشمل كل المجتمعات، و تظهر بشكل أقوى في أوقات الأزمات و أوقات عدم الاستقرار، و عملية التصفية الجسدية هي نوع من أنواع إزاحة الخصوم من المجال السياسي و الحصول على المنصب، و بالتالي الاغتيال يكون آلية من آليات التنافس أو الصراع الذي تستعمل فيه كل الوسائل للوصول إلى الهدف السياسي و بكل تأكيد هو "الزعامة أو الرئاسة أو احتكار السلطة..".
تحولت الاغتيالات إلى واحدة من أكثر أشكال العنف السياسي انتشارًا في دول "الربيع العربي"، والتي أضحت تشكل خطرًا داهمًا على استقرارها الداخلي، وبصفة خاصة مع تصاعد حدة الاحتقان السياسي والتوتر المجتمعي الذي فرضته الصراعات السياسية. فقد تزايدت تلك العمليات بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وبغض النظر عن نجاحها أو فشلها، فإنها ساهمت في تعميق الخلاف بين مختلف القوى السياسية والمجتمعية، وهو ما قد يؤدي إلى انتشار ما يمكن تسميته بدورة العنف ودفع هذه الدول إلى حافة الهاوية. ولكن ما يلحظ على هذه الاغتيالات في دول "الربيع العربي" هو اتساع نطاقها لتشمل عددًا من الفئات مثل السياسيين والعسكريين ورجال القضاء والشرطة وفنانين ونشطاء سياسيين، كانوا قد اتخذوا موافقا لا تنسجم مع طروحات الآخرين.
و بحسب محمد شقير فالاغتيال لديه خاصية أساسية، يقول شقير "يمكن أن تعرف المنفذ لكن من الصعب جدا أن تعرف الموجه أو صاحب القرار"، و أكبر دليل نموذج "جون كينيدي" الذي لم يعرف حتى يومنا هدا المحرض على اغتياله، و كذلك السياسي المناضل "المهدي بن بركة" و هذا من أساسيات اللعبة السياسية، التي عادة ما يقف الموجه فيها وراء الستار".
ويضيف شقير "إن الاغتيال يبقى دائما محاطا بغموض نظرا لأن الأطراف صاحبة المصلحة تعمل دائما على إظهار الجهات المنفذة في حين تبقي المحرض متخفيا".
و خلص محمد شقير إلى أنه "إذا كان الاغتيال يحقق الهدف السياسي لصاحب القرار، فهو من جهة أخرى يحقق هدف آخر للمغتال، بمعنى أنه يمنحه ديمومة سياسية، إما صفة شهيد أو بطل قومي، إذن فكلا الطرفين مستفيدان".. "و أكثر من هذا فطموح السياسي هو الاستمرار، بمعنى أن يبقى في الذاكرة السياسية ، و هذا يتحقق للضحية التي تتعرض للاغتيال ، أي أنه يتحول إلى رمز من الرموز السياسية أو شهيد من الشهداء، و ربما هذا مطمح كل سياسي".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.