تمكن الشاب عبد الرحمان العساوي، ابن وادي زم بعد أزيد من عشر سنوات من الاجتهاد، من صنع طائرة بدون طيار، حيث قاده شغفه بالطيران منذ صباه إلى هذه الطائرة التي لا تتعدى ثلاثة أمتار، بهيكل معدني صلب وجسم من الفلين المقوى والبلاستيك.."تقبل التحليق في السماء"، هكذا بكل ثقة يقول عبد الرحمان. وأوضح الشاب، في تصريح لموقع "هسبريس"، بأن هذه الطائرة يمكن استعمالها في الأغراض المدينة والعسكرية. انقطع عبد الرحمان عن الدراسة قبل سنوات، ليتفرغ بالكامل للبحث في مجال الطيران وتصنيع نماذج طائرات متعددة الأحجام ومختلفة المهام، ويؤكد أن لطائرته الحالية استخدامات متعددة، عسكرية ومدنية، من بينها مراقبة الحدود والسواحل والغابات، ورسم الخرائط، وما ابن وادي زم السلم نحو "مختبره الصغير"، القابع في سطح محل سكناه، حتى يلبس قفازيه ونظاراته الواقية، دون أن ينسى تعليق بطاقة تعريفية في صدره بثقة عالية، تحمل اسم "عساوي إيركرافت". محرك الطائرة متوسط الحجم، يعمل بالبنزين ويولد قوة تفوق 12 حصاناً، كلف عبد الرحمان سنتين من الادخار، قبل أن يدفع ثمنه الذي يناهز ألف دولار عبر موقع إلكتروني لبيع قطع غيار الطائرات المسيرة.. ورشته الصغيرة مليئة بأشياء أخرى تهم صناعة الطائرات، منها أجهزة تحكم عن بعد، وأدوات تثبيت، وبرامج محاكاة رقمية لقيادة الطائرات، وجميعها مستوردة من الخارج عبر سوق الإنترنت. يعيش عبد الرحمان وسط أسرة فقيرة، لم تسانده في بداياته ولازالت تعتبر ما يقوم به مجرد "تخربيق"؛ كذلك الجيران الذين ينزعجون أحيانا من ضجيج "المختبر"..كل هذا لم يمنعه من مواصلة الطريق نحو حلمه الذي راوده منذ الصغر.