حيرت قضية اختفاء أستاذ هذه الأيام يدرس مادة اللغة العربية بثانوية تيفاريتي التأهيلية ( الثانوية الوحيدة في البلدة) بأبزو سكان المنطقة، سيما وأن المعني بالأمر اختفى في ظروف غامضة. وبحسب المعطيات المتوفرة، فإنه لاشيء يكسر هدوء مدينة ابزو النائمة في حضن سفوح الأطلس الباردة هذه الأيام سوى خبر اختفاء الأستاذ فرحي محمد، ابن المدينة ، والذي أحيل على التقاعد الموسم المنصرم وأقيم له حفل تكريمي يوم 20 ماي 2016 ، بعد أزيد من 30 سنة، قضاها في ثانوية تيفاريتي التأهيلية ( الثانوية الوحيدة في البلدة) مدرسا لمادة اللغة العربية . و تميز الأستاذ فرحي محمد طيلة تلك المدة بصفاحته وبلاغة قل نظيرها، وبتفانيه في العمل وغيرته على التلاميذ وفتح مكتبته في وجه كل المتعلمين من التلاميذ والطلبة والباحثين، كما أنه لا يمكن لأي من جالسه أو كلمه إلا واستفاد من علمه وحكمه ومواعظه ونكته الهادفة المستواحاة من تراث الأدب العربي. واختفى الأستاذ فرحي محمد في ظروف غامضة تحوم حولها أسرار كثيرة، فقد شوهد آخر مرة في دوار باحي مسقط رأسه ، وقد رافقه أحد أصدقائه إلى دوار المدرسة حيث يسكن الآن، ومثل فص ملح ذاب دون أين يعرف أحد شيئا عن مصيره. ومما يزيد الأوضاع غموضا أنه لم يخبر أحدا بنيته في السفر وهو المحبوب وسط المدينة ، ولا حمل معه ملابس أو أدوات تنبئ على رغبته في السفر، كما أن حسابه البنكي لم يعرف أية عملية سحب منذ الاختفاء الغامض الذي يقارب الأربعين يوما. أسرة فرحي محمد الصغيرة (زوجته ،ابنه ،أخوه أصهاره…) وأسرته الكبيرة (تلامذته وأصدقائه وكل سكان المدينة) يعيشون حالة صدمة غير مسبوقة ويدعون قوى الأمن بكل تلويناتها إلى بذل أقصى الجهود لفك طلاسم هذا الاختفاء الغامض ، واللغز المحير.