في الوقت الذي طمأنت فيه الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب، في بلاغ لها المغاربة بسلامة لحوم الدجاج وأكدت أن استهلاك جميع أصناف الدواجن بما فيها "الكروازي" التي قيل إنه يشكل خطر على صحة المغاربة، "سليمة وخالية من كل الأخطار التي قد تهدد صحة المستهلك"، حذرت جامعة حقوق المستهلك من خطورة هذا النوع من الدجاج على صحة المواطنين المغاربة. وفي هذا السياق، شدّد بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، في تصريح لموقع "نون بريس"، على أنه لا وجود لدجاج اسمه "الكروازي"، مبرزا أن هذا النوع من الناحية العلمية هو "الهجين" وما هو إلا تدليس وغش للمستهلك، لأن مهمته هو "البيض" وبعد انتهاء الفترة الزمنية لإنتاج البيض يعرض في السوق ك"كروازي" يورد بوعزة. وأوضح الخراطي، أن طريقة تربية الدجاج "الكروازي" تسمح بإبقائه في الضيعات لمدة سنة ونصف ويخضع لعدة علاجات وقائية خلال هذه المرحلة، وحينما تنتهي مهمته يكون هذا الدجاج حاملا لرواسب بعض المضادات الحيوية التي تشكل خطرا على صحة المواطنين في حالة استهلاكها، وهو ما يؤثر أيضا على البكتيريا الموجودة بجسم الإنسان والمقاومة لهذه المضادات". وأضاف الخراطي قائلا: " لا نريد الدخول في هذه الحرب الواقعة بين حرفيي الدجاج..ولكن ينبغي التنبيه إلى أن هناك فراغ قانوني وفوضى تسمحان بدخول الدجاج "الكروازي" إلى السوق المغربي". ومن المحتمل إذ بقي الدجاج "الكروازي" في الهواء الطلق بعد الفترة المخصصة له بالضيعات لمدة شهر أو شهرين أن تزول منه هذه المضادات، ولكن حينما يذهب مباشرة بعد خروجه من الضيعة إلى الأسواق المغربية فهو يكون مشبعا بالمضادات الحيوية، يقول الخراطي. وطالب رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، المكتب الوطني للسلامة الغذائية بإجراء التحاليل والتحريات الضرورية لمعرفة كمية المضادات الحيوية الموجودة في هذا المنتوج من الدجاج، مشدّدا بالقول "نحن كجمعية متشبثون بأن الدجاج الكروازي، غير صالح للاستهلاك منطلقين في ذلك من مبدأ "الحذر". وفي سياق ذي صلة، أكدت الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب، أن جميع أصناف لحوم الدواجن المراقبة والمعروضة في الأسواق "سليمة وخالية من كل الأخطار التي قد تهدد صحة المستهلك". وأوضحت الفدرالية، في بلاغ لها، "ردا على تصريحات يحذر فيها أصحابها من استهلاك لحم الدجاج "الكروازي" وأمهات الكتاكيت"، أنها بصفتها الممثل الرسمي المعترف به قانونيا والممثل الوحيد لكل مكونات قطاع الدواجن، فإن هذه التصريحات، بغض النظر عن أنها صادرة عن جمعية لا تملك أي صفة للتكلم والتواصل بخصوص قطاع الدواجن، تعتبر "قذفا صريحا". البلاغ ذاته، أشار إلى أن هذه الجمعية المفترضة، وبهدف الدفع إلى رفع أسعار لحم الدجاج، "لم تجد حلا إلا الطعن في جودة منتوجات الدواجن الأخرى"، مؤكدة أنها "تحتفظ لنفسها بحق اللجوء إلى القضاء ضد كل من سولت له نفسه المس بسمعة منتوجات الدواجن وبمصالح المربين الذين تدعوهم للتضامن وللتصدي لكل ما من شأنه أن يلحق بهم الضرر". ولفت المصدر ذاته، إلى أن لحوم الدجاج "الكروازي" وأمهات الكتاكيت تعرض في الأسواق المغربية منذ أكثر من أربعين سنة دون أن يشكل هذا الصنف من اللحوم أي ضرر على صحة المستهلك، ولم يسبق قط أن تمت مقاطعته، بل على العكس يتزايد الطلب عليه باستمرار إذ يلبي أذواق شريحة من المستهلكين الذين يفضلون هذا النوع من اللحم الذي يتميز بنكهة تقترب شيئا ما من لحم الدجاج "البلدي". وأبرز البلاغ، أن قطاع الدواجن قطاع منظم بترسانة من القوانين ويخضع لمراقبة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والذي يقوم بتتبع صارم لضيعات تربية الدواجن ومراقبة مستمرة للحوم المعروضة للاستهلاك.