قد يتخيل البعض أنها مدن من مشاهد في أفلام سينمائية ،إلا أنها في حقيقة الأمر مدن كانت في وقت مضى قد لا يكون طويلا تعج بالحياة والحركة وكانت مسرحا مفتوحا لقصص إنسانية حجبتها عتمة أحداث مختلفة ،غير أنها لم تقبع تحت غبار التاريخ ،بل لا زالت قبلة مفضلة لعدد كبير من الزوار من جميع بقاع الكوكب الأزرق . هي أثار ومشاهد غريبة لزوار يستغربون لحال هذه المدن الخالية إلا من حركية السياح ،لكنها تنبض بالحياة في أذهان أهلها الذين غادروها لسبب ما أو أنهم سمعوا عن قصص من ماضيها روتها ألسنة الأجداد للأحفاد ،إنها مدن الأشباح ،في القرن الحادي والعشرين . " كاديشان" في روسيا اجبر سكان هذه البلدة على ترك بلدتهم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ،سعيا وراء حياة جديدة ،وإيجاد فرص عمل أفضل ،والتمتع بالخدمات الإجتماعية والصحية المتاحة في المدن الروسية الأخرى . والزائر لهذه المدينة يقف عن كثب على أطلالها وبقايا ما خلفه سكانها من أثاث ودمى الأطفال وغيرهما ،في تجسيد حقيقي لمعنى مدينة الأشباح . "أورادور سير غلان" في فرنسا لا زالت أطلال هذه المدينة شاهدة على فظاعة مجازر الحرب العالمية الثانية ،حيث دمرها النازيون في سنة 1944 وراح ضحية تلك الأحداث أزيد من 640 من سكانها ،إلا أنها تعد الآن مزارا سياحيا حيا على حقبة سوداء في تاريخ هذه المدينة التي تحولت إلى مدينة أشباح . " كانغباشي " في الصينية كانت الحكومة الصينية تطمح إلى جعل مدينة "كانغباشي" ،مدينة يسكنها أزيد من مليون صيني ،ولأجل ذلك خصصت مليار دولار ،إلا أن هذه الطموحات باءت بالفشل .بعد مضي أكثر من عشر سنوات على هذا المشروع ،لم يسكن بالمدينة سوى عدد قليل من الصينيين لا يمثل سوى عشر ما كانت تطمح إليه الحكومة الصينية ،وذلك مرده إلى ارتفاع سعر العقارات بها ،وهو ما جعل الصينيين يطلقون عليها مدينة الأشباح . "فاماجيست" في قبرص كانت هذه المدينة قبلة مفضلة لكثير من السياح من بقاع العالم، وشهدت حركية عمرانية متنامية زادت من عدد سكانها ، لكن في سنة 1974 ، اجتاحتها القوات التركية ،وشيدت حولها سياجا ،وبات ممنوعا دخول أي شخص إليها ما عدا الجنود الأتراك وقوات الأممالمتحدة. بسبب هجرة سكانها لها مرغمين تداعت مبانيها وساد الخراب معالمها السياحية وأضحت مدينة أشباح وجنود أتراك ،إلا أن الدولة التركية تعتزم إعادة إحيائها من جديد وفتح أبوابها أمام السياح كمقصد سياحي . "فوردلانديا" في البرازيل تأسست من قبل هنري فورد عام 1928 في عمق غابات البرازيل المطيرة ،واشتهرت بمصانع المطاط ،قبل أن يهجرها أهلها نهائيا فأضحت بيوتها خاوية على عروشها.