اعتبر المغرب سباقا في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط إلى استضافة بطولة سباق السيارات "الفورميلا 1" وذلك سنة1958 ،أي بعد مضي 8 سنوات فقط على انطلاق البطولة العالمية، حيث جرى أول سباق سنة 1950 على حلبة سيلفرستون في بريطانيا وبذلك يعد المغرب سباقا إلى تنظيم البطولة العالمية في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط ، قبل أن تستضيف مملكة البحرين، في 4 أبريل من عام 2004 هذه البطولة. وحضر السباق الذي احتضنته حلبة الدار البيداء بعين الذئاب في 19 أكتوبر 1958 ،الملك الراحل محمد الخامس مرفقا بولي العهد آنذاك الأمير مولاي الحسن رحمهما الله . وشارك في منافسات البطولة أبرز الأسماء العالمية في سباق السيارات ، من بينهم البريطانيان ستيرلنغ موس ومايك هاوثورن والأمريكي فيل هيل والسويدي جو بونييه، أما الغائب الأكبر فكان الأسطورة خوان مانويل فانجيو، بطل العالم 5 مرات، الذي تقاعد قبل أشهر من إجراء البطولة العالمية. واكتست مرحلة الدارالبيضاء أهمية كبيرة، حيث اعتبرت الأخيرة بعد إجراء 10 سباقات دارت أطوارها جميعها في دول أوروبية ،وتكمن أهمية مرحلة الدارالبيضاء أيضا في كونها هي من ستحدد بطل العالم في "الفورميلا 1 " ،واجتاز المتسابقون مضمارا صعبا يمتد حوالي 8 كم ،وشيد هذا المضمار من لدن نادي السيارات المغربي ،وكان هذا المضمار احتضن في سنة 1957 أول سباق "للفورميلا "1 ويتعلق الأمر بسباق الجائزة الكبرى للمغرب ،إلا أن هذا السبق لم يكن مدرجا ضمن بطولة العالم . وبعد منافسة محتدمة توج السائق البريطاني فيل هيل ستيرلنغ من فريق فانوال باللقب، بعدما قطع مسافة 53 دورة، في زمن ساعتين و9 دقائق ورغم هذا الإنجاز لم يفلح في الظفر بلقب البطولة العالمية، حيث عاد اللقب لزميله في الفريق ومواطنه مايك هاوثورن الذي حاز الوصافة في مرحلة الدارالبيضاء وهو ما خوله الفوز بالبطولة العالمية ليصبح بذلك أول بريطاني يحصد هذه الجائزة . هذا السباق العالمي لم يخلو من حوادث مأساوية ،حيث شهدت الحلبة حادثا مميتا راح ضحيته السائق البريطاني ستيوات لويس إيفانز، بعدما اندلعت النيران في سيارته،وعلى الرغم من نقله جوا إلى بريطانيا إلا أنه توفي بعد ستة أيام من الحادث الأليم .