تخللت حياة الملك الحسن الثاني العديد من الطرائف والأحداث التي ظلت راسخة في أذهان الكثيرين، فقد كانت تربط الملك الراحل علاقة خاصة بالمقربين منه والمحيطين به وحاشيته ومن بين القصص الطريفة التي كان الحسن الثاني طرفا فيها تلك التي جمعته مع مستشار له لقب فيما بعد بوزير السفنج . فقد جرت العادة حينما كان الملك الراحل يقيم لمدة طويلة خارج العاصمة أن يصحب معه مستشاريه ومساعديه,كما حدث مرة في افران التي أقام بها لمدة طويلة رفقة مستشاريه. أحد هؤلاء المستشارين سأله الحسن الثاني عن ظروف اقامته بإفران وما اذا كان يشكو من شيء ما,فأجاب المستشار أنه مرتاح في مقر اقامته ولا ينقصه سوى الشفنج الذي اعتاد أكله كل صباح مع وجبة الفطور, ليأمر الحسن الثاني كبير خدمه بأن يحضر الشفنج من مطبخ القصر كل صباح,غير أن اليوم الموالي كان يوم سبت والملك اعتاد أن لا يجتمع بمساعديه في افران خلال نهاية الأسبوع,فانتهز المستشار مول الشفنج الفرصة ليزور بيته بالرباط دون إذن الملك,ناسيا أنه كان على موعد مع الشفنج الملكي. يوم الاثنين وبعد أن جلس الملك الى مائدة الغذاء,"ومن طقوسه أن يأكل لوحده بينما يجلس الآخرون أمامه,ولما انتهى االمهرج من رواية بعض القفشات لفتح شهية الملك",يوضح الفقيه محمد بينبين مؤنس الحسن الثاني,سأل الأخير مستشاره "كي جاه مذاق الشفنج,وكان عارف أنه ما كلاهش". وبما أن المستشار لا يستطيع أن يكذب على الملك فقد أصيب بالتلعثم,ولم يستطع أن يشرح للملك السبب الذي أدى به الى أن يخلف موعده مع الشفنج الملكي. غضب عليه الحسن الثاني غضبة طريفة,وأمره عقابا له بأن يقوم في صباح اليوم الموالي بعجن وقلي السفنج لجميع الحاضرين.