هناك الكثير من الأبرياء أدانهم القضاء وحكم عليهم بالإعدام رميا بالرصاص أو شنقا أو من خلال حقنة سم أو غير ذلك . وتشير أرقام صادرة عن الأكاديمية الأمريكية الوطنية للعلوم في الولاياتالمتحدة إلى أن حوالي 4 في المائة من الذين حكم عليهم بالإعدام ليسوا مذنبين ،ليتضح فيما بعد للعدالة وذويهم أنهم أبرياء ولا يستحقون تلك الأحكام القاسية .لكن ماذا تفيد هذه الاعترافات وقد ذهبت أرواح أبرياء هدرا لسبب من الأسباب . إليكم بعضا من حالات أشخاص حكم عليهم بالإعدام عبر العالم ،وأعلن فيما بعد عن براءتهم : الطفل جورج ستني : فتى أمريكي من أصول إفريقية ،لم يتجاوز عمره حين نفذ في حقه الإعدام 14 عاما ،ليكون أصغر شخص يحكم عليه بالإعدام في الولاياتالمتحدة ،وبعد مرور حوالي 72 عاما على تنفيذ حكم الإعدام . تتم تبرئته من الجرم المنسوب إليه . تعود تفاصيل الواقعة إلى سنة 1944 ،حين ألقي القبض على الطفل الأمريكي ذو البشرة السوداء بتهمة قتل طفلتين تبلغان من العمر11 و8 سنوات ،وذلك تحت ذريعة أنه كان آخر شخص رآهما وعلى الرغم من توسله إلى المحكمة ونفيه القاطع للتهمة الموجهة إليه طيلة جلسات المحاكمة ،اقتيد الفتى إلى كرسي كهربائي للإعدام . نفذ حكم الإعدام في حق جورج ستني ،الذي دفع حياته ثمنا نتيجة شهادة رجلان من ذوي البشرة البيضاء على أنهما شاهداه مع الفتاتان قبل مقتلهما بقليل . في سنة 2004 قرر مؤرخ أمريكي أن ينبش في حيثيات الواقعة وبعد مضي سنة على تعميق الأبحاث لفك خيوط الجريمة الغامضة ،أعلن عن براءة جورج من التهم المنسوبة إليه . هيوجيت : في سنة 1996 شاب صيني يبلغ من العمر 18 عاما يدعي سمع هيوجيت صراخ امرأة وهي تتعرض لعملية إغتصاب في أحد المراحيض العمومية ،فتدخل من أجل تقديم المساعدة لها والإتصال بالشرطة . وبذل أن تلقي الشرطة القبض على الجناة الحقيقين ،اعتقلت هيوجيت ،وتمت إدانته وحكم عليه بالإعدام رميا بالرصاص . وبعد انقضاء حوالي عقد من الزمن تمكنت الشرطة من الوصول إلى المجرم الحقيقي الذي كان ينفذ سلسلة من عمليات الإغتصاب ،واعترف بأن هيوجيت بريء من التهمة الموجهة له ،وأنه هو من اقترف ذلك الجرم . ومن أجل جبر ما يمكن جبره وتعويض أسرة هيوجيت عن إعدام ابنهم خطأ تلقى والده تعويضا ماليا قدر ب4300 دولار فقط ثمنا لروح ابنهم الذي اعدم ظلما . تروي ديفيس : في عام 1989 لقي ضابط شرطة حتفه في ولاية جورجيابالولاياتالمتحدة في حادث إطلاق نار في موقف أحد المطاعم الأمريكية للوجبات السريعة ، ووجهت تهمة القتل إلى الشاب تروي ديفيس ذو العشرين ربيعا ،على الرغم من عدم وجود أي قرائن أو أدلة أو سلاح الجريمة تثبت ضلوعه في قتل الضابط الأمريكي . لكن تقدم تسعة أشخاص بالشهادة في المحكمة ضد الشاب ،وعلى الرغم من تراجع سبعة منهم عن الشهادة ضده ،ورغم مؤازرة منظمات حقوقية له ودفاع الكنيسة عن قضيته إلا أنه أعدم بحقنة قاتلة . بعد مرور عدة سنوات على حكم الإعدام ،تمت تبرئة ديفيس من الجريمة المنسوبة إليه . ثيموتي ايفانز : في عام 1950 ،ألقت الشرطة القبض على ثيموتي إيفانز ،بتهمة قتل زوجته وابنته الرضيعة وإخفاء جثتيهما في الحديقة الخلفية للمنزل ،وبناء على خوفه الشديد وتلعثمه في الإجابة على أسئلة المحققين ،زعموا أنه القاتل الحقيقي . وبعد جلسات المحاكمة التي عجز خلالها عن تقديم أدلة قوية تثبت براءته ،حكم عليه بالإعدام شنقا ،على الرغم من تشبثه ببراءته في كافة أطوار المحاكمة ،مشيرا إلى أن القاتل الحقيق هو جاره المدعو "كريسي" . مضت ثلاثة أعوام على حادث إعدام ايفانز ،توصلت أخيرا الشرطة إلى المجرم الحقيقي الذي كان بالفعل جاره كريسي ،حيث اتضح تورطه في سلسلة جرائم من بينها جريمة قتل زوجة ايفانز ورضيعته . عقب هذه المعلومات المستجدة أصدر قرار بالعفو عن المعدوم وتبرئته من الجريمة المنسوبة إليه ، لكن ماذا سيفيد هذا القرار بعد فوات الأوان