لا تخلو المبادرات التي كان يقدم عليها الملك الراحل الحسن الثاني، من إثارة، وتبقى أبرز هذه المبادرات حينما دعا الحسن الثاني المغاربة إلى إعانة الجزائريين ب"بطانة العيد". تفاصيل هذه الواقعة، تعود إلى سنة 1980 التي صادف فيها عيد الأضحى بالجزائر، زلزالا ضرب منطقة الأصنام الجزائرية ، و رغم الغصة التي كانت في حلق المغاربة تجاه الجارة الشرقية التي اختارت عيد الأضحى لسنة 1975 لطرد آلاف الأسر المغربية، فقد دعا الحسن الثاني المغاربة إلى إعانة الجزائريين ب"بطانة العيد". وحسب المعطيات المتوفرة، فإن هاته المساعدات المغربية التي تزامنت و طرد الجزائر لألاف المغاربة من فوق أراضيها لم تجد ترحيبا من السلطة الجزائرية حيث أن نظام الشادلي بنجديد رفض هذا النوع من التضامن واعتبره إهانة و استفزازا للجزائريين. واستلهم الحسن الثاني، فكرة مساعدة الجزائريين بجلود الأضاحي، من حزب الاستقلال الذي بادر سنة 1957 إلى تنظيم حملة لدعم الثورة الجزائرية بجلود الأضاحي، بحيث جمع مناضلوا حزب الاستقلال أنذاك ما لا يحصى من "بطاين" الأكباش وبعثوا بها إلى المقاومة الجزائرية، ولا يزال المغاربة يذكرون سنة 1957 ب"عام لبطاين".