على عكس ما تداولته مواقع إخبارية، فإن جريمة القتل التي نفذها شرطي برتبة مقدم في حق شريكة حياته، بعد احتدام الخلاف بينهما، مستعملا الرصاص الحي من مسدسه الوظيفي، جرت وقائعها تحديدا بإقامة ديار الهناء بمنطقة سدي مومن، لا حي جوهرة كما تداول على نطاق واسع، وديار الهناء هي مركب سكني حديث الإنشاء، إذ لا يتعدى عمره الافتراضي، عقدا من الزمان، إلا بقليل، يقع بتراب عمالة سيدي البرنوصي، بالمقاطعة الحضرية سيدي مومن، تحاذيه الطريق السيار غربا، والثانوية الإعدادية ابن حزم شرقا، وهو الحي الذي يعيش على إيقاع العزلة والهدوء، إلا من نباح كلاب الحارس الليلي التي غالبا ما تتشابك والكلاب الضالة، لكن يوم أمس الثلاثاء لم يكن كغيره من الأيام، إذ أن طلقة رصاص انطلق عيارها سريعا من مسدس وظيفي لمقدم شرطة أصاب عقيلته في مقتل، كسرت هذا الهدوء المعتاد، وحولت مسرح الجريمة بشقة بالطابق الثاني إلى مكان للنواح والعويل والبكاء، وقاد صوت الرصاصة إلى اضطراب الجيران وقلقهم وخروجهم لاستقصاء الأخبار، فعلموا أن ابن جارتهم الشرطي قتل زوجته. ووفق مصادر من عين المكان، وأثناء تواجدنا بالشقة حيث أجهز على القتيلة، فإن الزوجة كانت قد التحقت ببيت أسرتها بحي البرنوصي غضبى مطالبة بالطلاق، الشيء الذي كان الزوج يحاول تفاديه، وظل يتهرب من القطيعة، من أجل عيني صغيره ذي الأربع سنوات، لكن إصرار الزوجة "هنية" وعنادها، اضطر الزوج "إسماعيل" البالغ من العمر 40 عاما كي يطلبها للحضور إلى شقة والديه من أجل التفاهم والالتقاء كي تعاد المياه إلى مجاريها وترجع الأمور كيفما كانت من قبل، وهي التي سبق أن تسلمت منه مبلغا ماليا بقيمة 1500 درهم، وبالفعل حضرت الزوجة حسب رواية مصادرنا، وابتدأ النقاش هادئا، وما لبث أن احتدم وفقد الشرطي التحكم في زمام أعصابه، فأشهر سلاحه الوظيفي، وسدد رصاصة صوب رأس أم ابنه، وأرداها قتيلة في التو واللحظة، ومضى كي يخبر زملاءه، ويضع نفسه رهن الاعتقال. في حين حضرت عناصر مسرح الجريمة بمعية أفراد من الشرطة القضائية، وأجروا مسحا بالشقة وحجزوا كل ما يفيد في البحث والتحقيق، كما جرى نقل الضحية عبر سيارة إسعاف إلى المركز الوطني للطب الشرعي باتجاه المشرحة، وذلك من أجل إخضاعها للتشريح الطبي، قصد تحديد أسباب الوفاة، وبالتالي ركنها بثلاجة داخل مستودع الأموات.