واقعة غريبة تلك التي شهدتها المسيرة الاحتجاجية التي نظمتها ساكنة جماعة أولاد الطيب إحدى أكبر جماعات أحواز مدينة فاس اليوم الخميس ، للمطالبة بربط منازلها بشبكة الماء والكهرباء، وتوفير البنية التحتية، حيث تفاجأت الساكنة باقتحام مسيرتها من طرف جواد الفايق الذي يشغل منصب رئيس مجلس عمالة فاس، وتربطه علاقة أخوة مع رشيد الفايق رئيس جماعة أولاد الطيب . ودخل جواد الفايق في ملاسنات ومناوشات مع المحتجين وكادت الأمور تتطور إلى ما لا يحمد عقباه لولا تدخل رجال الدرك والقوات المساعدة الذين كانوا متواجدين لتأمين المسيرة، حيث قاموا بإخراجه من وسط الحشود المحتجة التي واجهت تصرف رئيس مجلس عمالة فاس، بشعارات تستنكر إصراره وشقيقه على حرمانهم من حقهم في ربط منازلهم بشبكة الماء والكهرباء. واستنكر المحتجون تصرف رئيس مجلس عمالة فاس، الذي اعتبروه استفزازا لهم، ومحاولة منه لجرهم نحو الفوضى والعنف مؤكدين أن احتجاجاتهم سلمية ومؤطرة بالقانون، وإذا كانت أي جهة تريد الحوار معهم، فهناك قنوات رسمية لذلك، ويجب أن يتم هذا الحوار في المؤسسات الرسمية وليس باعتراض سبيل المسيرة الاحتجاجية . وحسب تصريحات عدد من المحتجين استقتها "نون بريس"، من عين المكان، فإن دخول رئيس مجلس عمالة فاس وسط المسيرة الاحتجاجية كان يمكن أن يتحول إلى كارثة لولا تدخل بعض العقلاء من منظمي المسيرة، الذين سيطروا على الموقف وأبعدوا المحتجين الغاضبين . وظهر رئيس مجلس عمالة فاس متوترا ودخل في مناوشات مع المحتجين، ولم يسلم من تشنجه حتى الصحفيين الذين كانوا يغطون المسيرة الاحتجاجية حيث طالبهم بعدم تصويره ، وهو ما رفضه الزملاء الصحفيين ، مؤكدين له أنهم قدموا لتغطية المسيرة الاحتجاجية وكل ما يحيط بها. جدير بالذكر أن جماعة أولاد الطيب تعيش منذ أشهر على وقع احتجاجات عارمة، تطالب بتوفير البنية التحتية بالجماعة، ومنح رخص التزود بالماء والكهرباء، ووقف خروقات التعمير بالجماعة، وهي الخروقات التي كانت موضوع بحث لايزال مستمر من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي بدأت مؤخرا تحقيقا معمقا مع عدد من المسؤولين بالجماعة، بما فيهم رئيسها الذي يشغل أيضا منصب نائب برلماني عن الدائرة التشريعية فاس الجنوبية، تحت يافطة حزب التجمع الوطني للأحرار.