نفذت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فجر وظهر اليوم الثلاثاء 3 عمليات هدم من بينها مركز صحي في مدينة القدس، كما اقتحمت "طواقم سلطة الطبيعة" أرض حي وادي الربابة في سلوان لوضع بوابة عليها. وبدأت عمليات الهدم في مدينة القدس، منذ ساعات الفجر الأولى بهدم مركز "عبد الله الشيخ الطبي"، وشقة في بيت حنينا، ثم عادت الجرافات إلى جبل المكبر وهدمت غرفة سكنية، وجرى ذلك وسط إغلاق ومحاصرة شاملة لمناطق وأحياء الهدم. وبحسب محمد عبد الله الشيخ، المدير الطبي للمركز، فإن البلدية هدمت جزءا من المركز الطبي، وتبلغ مساحته حوالي 80 مترا مربعا، بني قبل حوالي عام ونصف، خلال جائحة كورونا، لمساعدة المقدسيين في إجراء الفحوصات. وأوضح الشيخ أن المركز يقوم بإجراءات الترخيص، ويوجد تأجيل وتجميد للقرار، لكن طواقم البلدية رفضت ذلك. وبحسب المدير التنفيذي للمركز الطبي غسان جلاجل فإنه تم تقديم استئناف ضد قرار الهدم، إلا أن سلطات الاحتلال نفذت الهدم بشكل فجائي لجزء من المركز بمساحة ثمانين مترًا مربعًا، بما يعادل نصف المساحة، "دون انتظار الرد على الاستئناف". وأكد أن المركز يخدم نحو 21 ألف نسمة من سكان البلدة. تشريد 11 فردا وفي سياق متصل هدمت الجرافات الإسرائيلية غرفة للمواطن عطا جعافرة، في بلدة جبل المكبر جنوبي شرق القدسالمحتلة، وذلك بعد عدة أسابيع من هدمها لمنزله بالكامل، بحجة البناء دون ترخيص. وأفادت مصادر محلية أن آليات الاحتلال استكملت هدم منزل جعافرة الذي كانت قد هدمته في ال14 من شهر كانون أول/ ديسمبر من العام الماضي 2021. وأضافت أن قوات الاحتلال طوّقت المكان، ومنعت الطواقم الصحافية من تغطية الحدث أثناء عملية الهدم. وكان جعافرة قد رفَضَ هدم منزله قسريًا، فباغتته طواقم بلدية الاحتلال وهدمته وشرّدت عائلته المكونة من 11 فردًا، بحجة البناء غير المرخّص. وقال جعافرة في حديث صحافي: "منذ فترة طويلة، تسلّمت قرار الهدم، وتم تهديدي بفرض غرامات مالية في حال لم أهدم المنزل بنفسي". وأضاف أنه رفض الهدم القسري بشكل قطعي، وقال: "ما بهد بإيدي لأنه صعب جدًا، صعب الواحد يهد شقا عمره ومستقبله ومستقبل أولاده بإيده، هدول بدهم يذبحونا (أي الاحتلال)". وأكد أنه لن يرحل من هذه الأرض، وأن ما يحصل هو ضريبة الرباط والصمود في مدينة القدس، وقال: "الحمد لله أننا استطعنا أن نقدّم شيئًا فداء للقدس والأقصى". خالفت بلدية الاحتلال جعافرة بقيمة 50 ألف شيقل، وحاول استصدار رخصة بناء لهذا المنزل المبني منذ عشر سنوات، لكن دون جدوى، فالبلدية تُريد إنهاء الوجود الفلسطيني في القدس، وليس العكس. وختم جعافرة حديثه مع وسائل إعلام مقدسية: "رح أحط خيمة وأضل صامد، إذا أنا ما بنيت، ابني ببني، أو ابن ابني، ورح نضل في رباط". تشريد عائلة مقدسية إلى جانب ذلك شردت بلدية الاحتلال بالقدس عائلة الشاب صهيب الرجبي، بعد هدم منزله، رغم قرار تجميد الهدم. وهدمت آليات الاحتلال الإسرائيلي طابقا من منزل في بيت حنينا شمال مدينة القدسالمحتلة. وأفادت مصادر محلية أن آليات بلدية الاحتلال اقتحمت برفقة أعداد كبيرة من شرطة الاحتلال بلدة بيت حنينا، وهدمت طابقا من منزل يعود لعائلة الرجبي، بحجة عدم الترخيص. وقال مالك المنزل صهيب الرجبي: "صباح اليوم، اقتحمت طواقم بلدية الاحتلال برفقة عناصر من القوات الخاصة والشرطة منزلنا عند الساعة الثامنة صباحًا، وأمرت بتفريغه تمهيدًا لهدمه، بحجة عدم الترخيص، ولم نجد وقتا كافيا لتفريغ محتويات المنزل". وأضاف: "رغم صدور قرار من المحكمة بتجميد عملية الهدم، بعد دفعي أكثر من نصف مليون شيقل مخالفات، وحصولي على أمر بوقف الهدم، إلا أن آليات بلدية الاحتلال استكملت العملية ولم توقفها، إلا بعد هدم الطابق الثاني، والتسبب بأضرار في الطابق الأول، جعلته غير صالح للسكن". وقال الرجبي: "المبنى يتكون من طابقين، الأول مقام منذ 23 عامًا ويعيش فيه مع زوجته وأطفاله الخمسة بمساحة 140 مترًا مربعًا، والطابق العلوي مبني منذ سبع سنوات بمساحة ثمانين مترا مربعا، وتعيش فيه عائلته المكونة من 5 أفراد". وتابع الرجبي: "رفضوا النظر إلى قرار توقيف الهدم، أجبرنا على الخروج من المنزل ومنعنا من تفريغ محتوياته، طواقم البلدية أخرجت بعض الأثاث، فيما هدمت الجرافة الكثير من محتويات المنزل "المطبخ، غرفة النوم وغيرها". وبحسب مركز معلومات وادي حلوة-القدس فإن بلدية الاحتلال هدمت خلال عام 2021 "187 منشأة في مدينة القدس، من بينها 115 منشأة هدمت ذاتيا بأيدي أصحابها، وكانت المنشآت السكنية الأكثر استهدافا بعملية الهدم حيث رصد 123 منشأة سكنية "منازل، بنايات، بركس سكني، غرف سكنية، شرفة"، 29 منشأة تجارية ومخازن، 18 منشأة حيوانية وزراعية، إضافة إلى هدم وتجريف أسوار، ساحة، وكونتينرات. تجريف أراض وجرّفت آليات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، أرضًا وصادرت غرفة زراعية في أراضي العيساوية الشرقية بالقدسالمحتلة. وأفاد شهود عيان بأن آليات الاحتلال دهمت أراضي العيساوية الشرقية، وشرعت بتجريف أرض ومصادرة غرفة زراعية تعود للمقدسي سعد مصطفى. وشنّت بلدية الاحتلال حملةً واسعة منذ صباح اليوم، من خلال عمليات هدم طالت مركزًا صحيًا واستكمال هدم منزل في جبل المكبر، وتجريف أراضٍ ومصادرة بركس وغرفة زراعية في الزعيم وأراضي العيساوية الشرقية، كما هدمت منزلًا في بيت حنينا. استقبال عام جديد بدورها، قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إن مدينة القدسالمحتلة استقبلت العام الجديد بهجمة غير مسبوقة من الانتهاكات المنظمة التي يمارسها الاحتلال في المدينة، وقراها، وبلداتها، وأحيائها يوميا، تجاوزت كل الخطوط الحمراء للقانون الدولي، وشكلت صفعة في وجه المجتمع الدولي. وقال الناطق باسم "فتح" في القدس محمد ربيع في بيان صحافي، اليوم الثلاثاء، إن سلطات الاحتلال لم تدخر جهدا للسيطرة على المدينة المقدسة وتهويدها، وتغيير معالمها، حيث رفعت وتيرة الهدم للبيوت الفلسطينية، وأجبرت السكان على هدم منازلهم، وشردتهم، كما هدمت العديد من المحال التجارية، واستولت على ممتلكات وعقارات، وفرضت غرامات مالية. وأضاف أن "حكومة الاحتلال رعت الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، ووفرت الحماية للمستوطنين في جولاتهم الاستفزازية داخل باحاته، وقامت بالعديد من الإجراءات العنصرية ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، ونفذت عمليات الاعتقال والضرب والتهديد والإبعاد والتهجير القسري، كما استمرت بعمليات الحفر أسفل المسجد وفي أحياء وشوارع المدينة". وأوضح أن "ممارسات الاحتلال طالت أيضاً المراكز الطبية ودور العبادة، حيث هدمت آليات بلدية الاحتلال مركزاً طبياً في جبل المكبر بالقدس، وأخطرت بوقف أعمال البناء في مسجد التقوى بالعيسوية". وأكد ربيع أن مدينة القدس تتعرض لعدوان توسعي وممنهج من قبل الاحتلال يهدف إلى تهويد المدينة، وتفريغها من سكانها الأصليين، وأن هذه الانتهاكات تشير إلى تطهير عرقي بحقهم، وتشكل لطمة مستمرة في وجه العالم. وطالب المجتمع الدولي وهيئات الأممالمتحدة بتوفير الحماية لشعبنا الأعزل، واتخاذ خطوات عملية لوقف السياسة الإسرائيلية العدوانية بحقه، وملاحقة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه ومحاسبته.