فجّر قرار وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي، موجة غضب عارمة في صفوف الطلبة المجازين وذلك بعد الإعلان عن تحديد سن إجراء مباراة التعليم في 30 سنة وكذا اعتماد عتبة الانتقاء كشرط لاجتياز المباراة. وخرج آلاف الطلبة في عدد من المدن المغربية صباح اليوم السبت،للشارع للاحتجاج والتنديد بالقرار الذي اتخذته الوزارة والذي أقصى آلاف الشباب المجازين من المشاركة في المباراة التي يتم تُنظم كل سنة. وجاءت هذه الاحتجاجات بدعوة من التنسيقية الوطنية لحاملي الإجازة الأساسية والمهنية، والتي أعلنت أنه "وكإجراء أولي سيتم الاحتجاج اليوم السبت أمام المديريات والأكاديميات (حسب التنسيق الطارئ بين من تشملهم نفس المدينة والجهة) للتنديد بهذه القرارات المجحفة واللإنسانية، في أفق أن نتفق حول إنزال وطني". وكان طلبة المركب الجامعي ظهر المهراز بفاس، قد خرجوا مساء الجمعة، في مسيرة احتجاجية جابت شوارع العاصمة العلمية رفضا لقرار وزارة شكيب بنموسى الذي اعتبروه مجحفا. وردد الطلبة المحتجون شعارات رافضة لقرار الوزارة، متهمين الوزير بمحاولة إشعال نار الانتفاضة، وإقصاء فئة كبيرة من الشباب المغربي من حقه الدستوري في المشاركة في مباراة الأساتذة أطر التربية الوطنية. وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، قد كشفت أنه بمناسبة الإعلان عن إجراء مباريات توظيف الأطر النظامية للأكاديميات (أطر التدريس وأطر الدعم الإداري والتربوي والاجتماعي)، تم اعتماد مستجدات في غاية الأهمية تماشيا مع الإصلاح الهادف إلى بلوغ النهضة التربوية المنشودة. وأوضحت الوزارة الوصية على القطاع، أن هذه المباريات المبرمجة هذه السنة تندرج إذن في صلب سياسة الارتقاء بالمنظومة التعليمية التي أكد عليها القانون الإطار 17-51، والتي جعلها النموذج التنموي الجديد في صدارة أولوياته ومثلما اعتمدها أيضا، وبشكل صريح، البرنامج الحكومي. وسيساهم هذا التوجه في الاستجابة إلى تطلعات وانتظارات المواطنات والموطنين، فيما يتعلق بالمدرسة العمومية وبمستقبل بناتهم وأبنائهم. وبخصوص مستجدات هذه السنة فيمكن حصرها في النقط التالية : سيتم وضع إجراءات للانتقاء القبلي لاجتياز المباريات الكتابية بناء على معايير موضوعية وصارمة بغية ترسيخ الانتقاء ودعم جاذبية مهن التدريس لفائدة المترشحات والمترشحين الأكفاء. وتأخذ هذه المعايير بعين الاعتبار الميزة المحصل عليها في الباكالوريا والميزة المحصل عليها في الإجازة وسنة الحصول على هذه الأخيرة ؛ كما سيتم إدراج رسالة بيان الحوافز "lettre de motivation" كوثيقة إلزامية، وذلك من أجل تقييم الرغبة والاستعداد والجدية التي يبديها المترشحون والمترشحات بخصوص مهن التربية ؛ وسيتم إعفاء حاملي إجازة التربية من مرحلة الانتقاء القبلي والذين سيكون بمقدورهم اجتياز الاختبارات الكتابية بشكل مباشر. ويروم هذا الإجراء تشجيع مسارات التكوين الطويلة في خمس سنوات من أجل دعم مهنة وظائف التربية والتعليم ؛ كما حددث الوزارة السن الأقصى لاجتياز المباريات في 30 سنة، بغية جذب المترشحات والمترشحين الشباب نحو مهن التدريس وبهدف ضمان التزامهم الدائم في خدمة المدرسة العمومية علاوة على الاستثمار الأنجع في التكوين وفي مساراتهم المهنية. وتشكل هذه الإجراءات محطة أولى في مسلسل الارتقاء بالتوظيف ودعم جاذبية مهن التربية.