تسلّم المغرب أول دفعة من الطائرات بدون طيار، تركية الصنع "بيرقدار تي بي 2" لتعزيز سلاحه الجوي، ولا يستبعد شراء النسخة المتطورة من هذه الطائرة، خاصة وأنها قد تؤدي دور المروحيات المستعملة فوق السفن الحربية. وكان المغرب قد أعلن في أبريل الماضي، اقتناء 13 من "الدرون" التركي بمبلغ يقارب 80 مليون دولار. وسيعمل المغرب على توزيع الطائرات بين مختلف المناطق شرقا وشمالا وفي الصحراء، وهناك نية في اقتناء طائرات أخرى قد تكون النسخة المتقدمة التي تحمل اسم "بيرقدار تي بي 3" التي لديها مميزات هائلة، ومنها الإقلاع من السفن الحربية. وستبد تركيا بيع هذه النسخة الجديدة ابتداء من سنة 2023. وكانت صحيفة "ديلي الصباح" التركية قد نشرت بداية الأسبوع الجاري أن عملية التسليم حدثت يوم الجمعة الماضي. وتقف عوامل متعددة وراء القرار المغربي بالتوجه إلى السلاح التركي بعدما كان يتم التعامل مع تركيا عسكريا. ومن أبرز العوامل: أولا، صعوبة حصول المغرب على الدرون الأمريكي المتطور من طراز "MQ-9B"، حيث يعارض البنتاغون هذه الصفقة، ويرى أنه رغم أن المغرب شريك استراتيجي لا يمكن بيعه مثل هذه الطائرة المتقدمة. في الوقت نفسه، هناك ضغط إسباني لمنع الصفقة. ثانيا، كا نت الطائرات المسيرة التركية قد فاجأت العالم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، من خلال دورها الفعال في ليبيا وسوريا، وأساسا في الحرب بين أذربيجان وأرمينيا، عندما نجحت في سحق القوات الأرمينية، كما نجحت في مناوراتها ضد أنظمة الدفاع الجوي سواء الروسية أو الأمريكية. ويعتبرها المغرب مناسبة لأهدافه الحربية. كما يمكنها التحليق على ارتفاع (20 ألفا إلى 27 ألف قدم) نحو 8 آلاف متر، وحمل معدات بوزن 150 كغ، والطيران حتى 25 ساعة متواصلة. وتتمتع بإمكانية إجراء مهام المراقبة والاستكشاف والتدمير الآني للأهداف خلال الليل والنهار. بالإضافة إلى قدرتها على استهداف التهديدات المحددة بذخائر وصواريخ محمولة على متنها. ثالثا، رغم تقدمها الفائق حيث تعتبر "بيرقدار تي بي 2" من ضمن طائرات الدرون الأكثر تطورا في العالم، تبقى أسعارها منخفضة مقارنة مع الطائرات بدون طيار الأمريكية أو الإسرائيلية بل حتى الصينية . رابعا، بدأ المغرب يفضل السلاح التركي، حيث هناك صفقات أخرى، وذلك بسبب سرعة أنقرة في تسليم الطلب دون انتظار سنوات كما يحصل مع السلاح الأمريكي أو الفرنسي، علاوة على عدم فرض تركيا شروط الاستعمال عكس السلاح الأمريكي.