في أحدث تطور للأزمة الدبلوماسية الكبيرة بين المغرب وإسبانيا، أفادت وسائل إعلام إسبانية أن كريمة بنيعيش، سفيرة المغرب المعتمدة في إسبانيا، ينتظر أن تستأنف عملها خلال الأسبوع الجاري، وذلك بعد أزمة امتدت منذ شهر ماي المنصرم، على إثر دخول المدعو ابراهيم غالي، زعيم ميليشيات "البوليساريو"، متخفيا إلى الأراضي الإسباني بوثائق هوية مزورة، في خطوة كان يهدف من ورائها إلى الهروب من العدالة الإسبانية، على خلفية الملفات الثقيلة التي تواجهها. أفادت صحيفة "إلباييس" الإسبانية، عن مصادر دبلوماسية رفيعة، أن عودة سفيرة المغرب لدى إسبانيا كريمة بنيعيش إلى مدريد، أصبحت وشيكة بعد أن أعرب العاهل المغربي الجمعة المنصرم، عن رغبته في "افتتاح مرحلة غير مسبوقة" في العلاقات بين البلدين، على أساس "الثقة والشفافية والاعتبار المتبادل، واحترام الالتزامات". وأوضحت الصحيفة الإسبانية، أن إحدى المهام الأولى للدبلوماسية المغربية بعد عودتها إلى مدريد هي التحضير للاجتماع رفيع المستوى المقبل بين البلدين، والذي كان من المقرر عقده في دجنبر المنصرم. وتفاعل رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بشكل جد إيجابي مع ما ورد في خطاب محمد السداس بمناسبة ذكرى "ثورة الملك والشعب"، مؤكدا أن هذا الأخير يشكل "فرصة سانحة لإعادة تحديد الركائز والمعايير التي تؤطر العلاقات بين إسبانيا والمغرب". وقال سانشيز، في لقاء صحفي في قاعدة توريخون دي أردوز الجوية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، "أعتقد أنه مع كل أزمة تتولد فرصة" مشيرا إلى أن خطاب العاهل المغربي "يشكل فرصة سانحة لإعادة تحديد العلاقات بين البلدين والركائز التي تقوم عليها"، مضيفا أن "في الواقع، فإنه على الثقة والاحترام والتعاون، الحاضر والمستقبلي، يمكننا بناء علاقات أقوى من التي تجمعنا حاليا"، مشددا على تفرد وعمق العلاقات التي تجمع المغرب وإسبانيا.