في سياق التطورات الجديدة التي تعرفها العلاقات بين البلدين، من المنتظر، أن تعود سفيرة المغرب لدى إسبانيا ، كريمة بنيعيش ، إلى مدريد خلال الأيام القليلة المقبلة، لتضع حدا لأزمة العلاقات الثنائية التي اندلعت بعد استقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، سرا وبهوية جزائرية مزيفة. وكانت السفيرة المغربية كريمة بنيعيش قد استدعيت في 18 ماي الماضي، كخطوة رسمية تمت من الرباط لإضفاء الطابع الرسمي على الأزمة الدبلوماسية.
ونقلت صحيفة "إلباييس" الإسبانية، اليوم الأحد، عن مصادر دبلوماسية، فإنه رغم عدم الإعلان عن موعد العودة ، فإن المصادر التي تم التشاور معها تعتبرها وشيكة، بعد أن أعرب الملك محمد السادس يوم الجمعة الماضي، في خطاب وجهه الى الشعب المغربي ، عن رغبته في "افتتاح مرحلة غير مسبوقة" في العلاقات بين البلدين ، على أساس "الثقة والشفافية والاعتبار المتبادل، واحترام الالتزامات ".
رئيس الحكومة الإسبانية تفاعل بشكل جد إيجابي مع ما جاء في الخطاب الملكي، مؤكدا أن هذا الأخير يشكل "فرصة سانحة" لإعادة تحديد الركائز والمعايير التي تؤطر العلاقات بين إسبانيا والمغرب.
وقال سانشيز ، في لقاء صحفي في قاعدة توريخون دي أردوز الجوية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، "أعتقد أنه مع كل أزمة تتولد فرصة.
وأعتقد أن خطاب جلالة الملك يشكل فرصة سانحة لإعادة تحديد العلاقات بين البلدين والركائز التي تقوم عليها"، مضيفا أن "في الواقع، فإنه على الثقة والاحترام والتعاون، الحاضر والمستقبلي، يمكننا بناء علاقات أقوى من التي تجمعنا حاليا"، مشددا على تفرد وعمق العلاقات التي تجمع المغرب وإسبانيا.
وأضاف رئيس الحكومة الإسبانية "لقد رأينا دائما في المغرب شريكا استراتيجيا لإسبانيا، ولكن أيضا لكل الاتحاد الأوروبي"، مسجلا أن "المغرب وإسبانيا حليفان وجيران وأصدقاء".
وأوضحت الصحيفة الإسبانية، أن إحدى المهام الأولى للدبلوماسية المغربية بعد عودتها إلى مدريد هي التحضير للاجتماع رفيع المستوى المقبل بين البلدين ، والذي كان من المقرر عقده في دجنبر الماضي.
وأكد الملك محمد السادس، الجمعة، على أن المغرب يتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها، بيدرو سانشيث، من أجل تدشين "مرحلة جديدة وغير مسبوقة"، في العلاقات بين البلدين الجارين.
وشدد الملك محمد السادس، في خطاب 20 غشت، على أن هذه العلاقات يجب أن تقوم على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات.