أسدل الستار الأحد الماضي على أولمبياد "طوكيو 2020" وخرجت معها الرياضة المغربية بخيبة جديدة بعد إحراز ميدالية ذهبية يتيمة جاءت عبر العداء سفيان البقالي في مسافة 3000 موانع . وفشل ممثلو الرياضة الوطنية في تقديم نتائج مشرفة في كل التخصصات الرياضية التي نافسوا فيها حيث تساقط الأبطال المغاربة كأوراق الخريف على أيدي خصومهم من الأدوار الأولى للمنافسات الأولمبية ليعودوا بخفي حنين إلى أرض الوطن . النتائج المخيبة للرياضيين المغاربة والتي تجرع مرارتها الشارع المغربي الذي كان يمني النفس بصعود رياضيين آخرين للبوديوم على غرار البقالي أعادت للواجهة طريقة تسيير الجامعات الرياضية التي استنزفت ملايين الدراهم من ميزانية الدولة دون أن تحقق نتائج تذكر . وفشلت الجامعات الرياضية التي ضمنت تواجدها في الأولمبياد في العودة بالميداليات بعدما فشلت البعثة المغربية التي ضمت 48 رياضيا في الظفر بميدالية مكتفية بما حققه البقالي الأمر الذي يطرح أكثر من سؤال حول دور هذه الجامعات التي تسير بالملايير بدون تحقيق نتيجة تذكر. واستفادت الجامعات للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية "طوكيو 2020″، من دعم مالي خصصته اللجنة الأولمبية المغربية لإعداد الأبطال الأولمبين حيث صرفت أزيد من 26 مليون درهما على الاستعداد للموعد الأولمبي والمحصلة جني الإخفاقات والهزائم . محمد الغلوسي ورئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام يرى أن الأموال العمومية باتت تبدر وتهدر بشكل غير مفهوم وبدون حسيب أو رقيب في سبيل تجرع الخيبات والنكسات الرياضية والعودة بخفي حنين من الملتقيات والمحافل الرياضية العالمية . وأوضح الغلوسي في اتصال مع "نون بريس" أن أحد أوجه إهدار المال العام يظهر من خلال البعثات الرياضية الرسمية المرافقة للأبطال والتي تضم طوابير من المسؤولين والإداريين عادة مايصرف عليهم مبالغ طائلة في الفنادق والمطاعم والتنقلات والتعويضات حيث لايجد هؤلاء حرجا في التمتع والترفيه والترويح عن النفس على حساب أموال دافعي الضرائب. وأكد المتحدث أن رؤساء بعض الجامعات الرياضية غير مكثرتين بالمرة بتحقيق الانجازات وصناعة الأفراح للمغاربة في الأولمبياد بقدر ما هم مشغولين بالحرص على الاستفادة من الريع واستدامة الفساد داخل مؤسساتهم الرياضية . واعتبر الناشط الحقوقي أن مناخ الريع والفساد بات هو السائد داخل جل القطاعات الرياضية في ظل ضعف المحاسبة والمراقبة واستدامة سياسة الإفلات من العقاب. وطالب المصدر ذاته بعرض حسابات الجامعات الرياضية للمحاسبة والتدقيق الشامل للقطع مع سياسة هدر المال العام مقابل جني الخيبات وتجرع الهزائم داعيا إلى افتحاص مالية المؤسسات الرياضية وترشيد النفقات والتقليض من الوفود التي يتزعمها مسؤولون ألفوا الريع في المجال الرياضي من خلال الاستفادة من السفريات والتعويضات من المال العام . ودعا الغلوسي إلى إعادة النظر في السياسة الرياضية التي أنتجت العجز والفشل في أولمبياد طوكيو وأظهرتنا بشكل ضعيف أمام باقي الدول التي حصدت الميداليات وحصدنا نحن الخيبات والانتكاسات وفوق كل ذلك إهدار المال العام .