اهتزت بلدية إيفير في بروكسل، مساء الأحد الماضي على وقع جريمة قتل بشعة راحت ضحيتها سيدة مغربية محجبة، في عمر الزهور تدعى "مونيا". الجريمة التي وقعت على مرأى ومسمع من الناس بأحد شوارع بلدية إيفير، هزت الرأي العام الوطني والدولي وأصبحث حديث مواقع التواصل الاجتماعي ساعات قليلة بعد حدوثها. وبقلب مكلوم وحزن عميق حدثنا، أويحي سعيد والد الضحية "مونيا"، عن تفاصيل الحادث الذي خطف منه ابنته في ثوان معدودات، قائلا "بأن حرقة فقدان ابته والنار التي أشعلها فراقها لن يستطيع أحد إطفائها". أويحي الذي يقيم بمنطقة أحفير ضواحي مدينة وجدة، أفاد في تصريح ل "نون بريس" بأن ابنته التي تبلغ من العمر 36 سنة، حدتثه قبل وقوع الحادث بنصف ساعة تقريبا، حيث التقت نهاية الأسبوع بأخيها وتركت أطفالها الذين تتراوح أعمارهم مابين 11 و9 سنوات معه بإحدى الحدائق، وذهبت إلى الجزار مصطحبة رضيعها الذي لا يتجاوز عمر الشهرين، وبينما كانت تمشي في الشارع رفقة رضيعها الذي اصطحبته معها في عربة أطفال، فوجؤت بأحد الأشخاص المجهولين يباغتها ويوجه لها طعنات قاتلة ويلود بالفرار. وتابع أب الضحية، وبعدما سقطت مونيا أرضا مدرجة في دمائها تم نقلها بشكل مستعجل إلى المستشفى من أجل اسعافها، إلا أنها توفيت هناك متأثرةً بجراحها، فيما لم يصب رضيعها بأي أذى. واستغرب السيد أويحى تجاهل وسائل الإعلام الوطني لقضية ابنته وصمت الجمعيات الحقوقية التي تعنى بحقوق الإنسان والمساواة عن الجريمة ولامبالاة المسؤولين المغاربة تجاه الضحية التي تعد واحدة من أبناء المهجر. وأضاف المتحدث ذاته، إلى أن جثمان الفقيدة سيوارى الثرى اليوم الأربعاء 02 يونيو، على الساعة الثانية زوالا، بأحد المقابر الإسلامية ببروكسيل. كما عبر أويحي، عن آسفه لعدم حضور جنازة ابنته ببلجيكا، نظرا لصعوبة إجراءات الحصول على تأشيرة السفر من أجل توديع "مونيا" هو وزوجته، وفي ذات السياق ناشد السيد أوحي المسؤولين بالبلاد إلى مراعاة ظروفهم و السماح له وزوجته بالسفر إلى بروكسيل من أجل مواساة أحفادهم و رعايتهم لفترة محددة حتى يتمكنوا من تجاوز الصدمة النفسية و التأقلم من جديد مع المجتمع البلجيكي. وحول الأخبار المتداولة التي تفيد بأن الجاني يدعى " آندي.ك" 21 عامًا، ويقيم في أندرلخت، بأنه مريض عقليًا،أكد أب مونيا بأن الخلل العقلي هي فقط إحدى وسائل الهروب من إلصاق تهمة العمل الإرهابي إلى الجاني في زمننا هذا وخصوصاً في أوروبا، مشيرا إلى أنه لو كان بالفعل مختلا عقليا لن يهرب بعد تنفيده للجريمة ولكان قد وجه طعناة للرضيع أيضا دون استثنائه. وتابع: "السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل لأن القتيلة مسلمة والقاتل بصرف النظر كونه بلجيكي أو أوروبي أو كما يقال أفريقي سيتم إلقاء اللوم على (الخلل العقلي) وأن الجاني معتوه أو مجنون دون النظر في كونه إرهابياً كما لو كان الجاني مسلم والضحية غير مسلمة؟". وأمام مجموعة من الأسئلة المحيرة التي لم تستطع أسرة الضحية الإجابة عنها، ختم الأب المكلوم تصريحه، مطالبا باسترجاع حق ابنته التي ماتت مغدورة أمام الملأ، وبأن على العدالة الضرب من حديد على يدالمجرم و تنزيل أقصى العقوبات عليه بالرغم من أن هذا لن يطفئ للحظة واحدة الوجع الذي يشعر به.