أعاد حادث القتل العنصري للمواطن الأمريكي من أصول إفريقية “جورج فلويد” على يد شرطة مينابوليس وما رافقة من احتجاجات عمت أرجاء الولاياتالمتحدةالأمريكية أعاد للواجهة من جديد الحديث عن الجماعات العنصرية بالداخل الأمريكي ودورها في إرهاب السود والمسلمين ومحاولة منعهم من التمتع بحقوقهم كغيرهم من الأقليات. ويعد كو كلوكس كلان، الاسم الأشهر لأقدم جماعة عنصرية دموية في أمريكا حيث برزت هذه الحركة الإجرامية بعد الحرب الأهلية بالولاياتالمتحدة، وقامت على الإيمان بتفوق العرق الأبيض ونفذت هجمات دامية ضد السود والمتعاطفين معهم على مدى 151 عاما. وعاد اسم الجماعة المتطرفة للواجهة بقوة بعد وصل دونالد ترامب للبيت الأبيض حيث تعد آراؤه مطابقة لكثير من توجهاتها، وفور إعلان فوزه صرح الرئيس السابق للمنظمة ديفيد ديوك – الذي كان من أبرز مناصري حملة ترامب – بأن تلك الليلة كانت من «أكثر الليالي تشويقًا في حياته»، كما أن ترامب لم يخيب ظنون هؤلاء، فقد اختار ضمن فريقه بعضًا ممن يعرف عنهم إيمانهم بسيادة المسيحيين البيض وغيرها من مبادئ الكلان، مثل مايك بنس نائب الرئيس، وستيفين بانون في منصب كبير المخططين الاستراتيجيين في البيت الأبيض . النشأة والتأسيس أعلن عن تأسيس جماعة كو كلوكس كلان عام 1866 في مدينة بولاسكي بولاية تينيسي بالوسط الشرقي من الولاياتالمتحدة. ووقف خلف تأسيس الجماعة من يسمون أنفسهم بالمحاربين القدامى وأعضاء الجيش الكونفدرالي الذين قاتلوا السود في الحرب الأهلية وكانوا يرفضون إعادة توحيد الولاياتالمتحدة. وقد اختار المؤسسون الجنرال ناثان بيدفورد فورست زعيما للمنظمة، وذلك لدوره الكبير في الحرب الأهلية. التسمية تشير إلى أصل يوناني لكلمة واحدة من الكلمات الثلاث من التسمية، ف “كلوكس” (kuklos (κύκλος) يفيد معناها الطوق أو الدائرة، لكن نفى آخرون هذه الصلة، وتحدث البعض عن النبرة الحماسية في نطق الكلمة باللغة الإنجليزية “ku klus klan”. وكذلك أشارت مصادر إلى تفسيرات مرتبطة بسياق الحرب الأهلية في أميركا، بينما أكدت أخرى أنه لا يوجد سبب مقنع للتسمية. الأيديولوجيا تؤمن جماعة كو كلوكس كلان بتفوق العرق البروتستانتي الأبيض على غيره من الأعراق والديانات، وتعارض تحرير السود وحصولهم على الحقوق المدنية كما تطالب بالقضاء على الأقليات الدينية والعرقية في الولاياتالمتحدة. التأسيس والمسار الحافل بالجرائم الوحشية ضد السود تأسست ” الكو كلوكس كلان ” في بولاسكى بولاية تينيسى عام 1866 بعد نهاية الحرب الأهلية الأمريكية على يد 6 من ضباط وجنرالات الجيش الجنوبي المهزوم وأسم المنظمة يعني ” عصبة الدائرة ” وكان هؤلاء الضباط الستة من الماسون فمنهم ناثان بدفورد فورست الذى أصبح رئيسا للمنظمة . وكذلك ألبرت بايك ” عابد الشيطان ” والذى تولى ذلك المنصب وقتما كان على قمة ماسونية الطقس الإسكتلندى للسيادة الجنوبية. وكان الهدف من إنشاء العصابة، هو الحفاظ على سيادة ال WASP وهم البيض البروتستانت ،ووضعت العصابة نصب أعينها إرهاب الأمريكيين الأفارقة والكاثوليك واليهود بل والتخلص منهم إذا لم يستجيبوا لأوامر العصبة. وكان أعضاؤها من المتعصبين يرتدون ملابس بيضاء وأقنعة بيضاء عليها الصليب ويقومون بإشعال صليب من الخشب الكبير ولا يتورعون عن قتل أو حرق من يقف في طريقهم هو وممتلكاته. في 1870 قرر أعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري بإنزال قانون يدعى Force Act لإنزال العقوبات بالعمليات الإرهابية والشغب وتمنح الرئيس الحق في تفريق الشغب بالقوة، ولكن الرئيس الأمريكي حينها Grant كان متساهلاً جداً من هذه الناحية، فلم يجدي تطبيق هذا القانون نفعاً. ولكن بعد عرض فيلم مولد أمة فى عام 1915، والذى أظهر الكو كلوس كلان بمظهر الفرسان المدافعين عن الشخصية الأمريكية قام دبليو جاى سيمونز وهو ماسونى بإعادة تأسيس العصبة . ومع منتصف العشرينيات كانت الجماعة قد سيطرت على ولايات عديدة عن طريق أعضائها بالمناصب الإدارية والقضائية في تلك الولايات وبلغ أعضاؤها 5 ملايين عضو معظمهم من الماسون. ازدادت عمليات العنف ضد السود فكانوا يضربون بوحشية ويرجمون حتى الموت بدم بارد ، دون أي دون إي رادع أو جرم أرتكبه السود, في نفس الفترة نجح أفراد الجماعة في تنظيم مسيرات بالملايين في العاصمة الأمريكيةWashington D.C وبالتحديد في ولاية بنسلفانيا ونجحوا في ضم 5 من أعضاء الكونغرس رسمياً لهم.. استمرت العمليات الوحشية ضد السود بالتحديد حيث كانوا يعلقون من رقابهم بالأشجار ويعدمون من دون محاكمة Lynching ولم يكن باستطاعة أحد أفراد الشرطة من السيطرة عليهم.. كما ذكرنا آنفاً أن عناصر من الشرطة والمحكمة كانوا أفراد معروفين في جماعة Ku Klux Klan. ظهر نظام Separate but Equal مجدداً في الولايات الجنوبية فكان للسود مياه للشرب غير عن تلك البيض وإذا دخل السود المطاعم فيدخلون من باب لهم ليقفوا في آخر الطابور للدفع وأخذ طعامهم ليأكلوه في الخارج! ودخول الباص من باب خلفي والجلوس في المقاعد الخلفية. في فترة من الفترات صدر قانوناً من الكونغرس باعتبار أن السود والبيض متساوون في المدارس ويجب أن لا يفصل بينهم.. مما أثار غضب الكثير من ” الكو كلوكس كلان ” . حيث عاد العنف و استمر لفترات في الولايات الجنوبية.. من حيث إحراق بيوت السود وعمليات الشغب ضد السود وبالأخص في مدينة Birmingham والتي سميت Bombingham نظراً لعمليات التفجير التي شهدتها تلك المنطقة ضد السود في الستينات.. في 1965 بدأت سلسة الاعتقالات ضد “الكو كلوكس كلان ” بتهمة خرق القانون المدني الذي تم التوقيع عليه فالسنة ذاتها وحكم عليها بالسجن لمدة 10 سنوات.. وتلى هذا الاعتقالات اعتقالات مماثلة ضد الكو كلوكس كلان. في أواخر الستينات ظهرت حركات سلمية كثيرة تطالب بوقف العمليات الوحشية التي يقوم بها Ku Klux Klan ظهرت هذه الحركات مع تطور العملية التعليمية وازدياد المتعلمين من الشباب وهو مما اثر على جماعة ” الكو كلوكس كلان ” وافقدها قوتها واسمها. في نهاية السبعينات قامات جماعة أمريكية من البيض الوسطيين المؤيدين للسلام حينها بعمل مظاهرات أخرى ضد ” الكو كلوكس كلان ” بالتحديد في ولاية كارولينا الشمالية. وفي عام 1984 خرج اثنين من أعضاء المنظمة للانتقام فقاموا بخطف شخص اسود يبلغ من العمر 19 سنة واقتياده إلى مكان مهجور معزول حيث تم تعذيبه ولف حبل حول عنقه ثم ربطه بالسيارة وسحبه ومن ثم تعليقه في أحد الأشجار فتقدم محامي أبيض بالدفاع عن المقتول ليأخذ القتلة جزائهم وبالفعل تم إعادة فتح ملف القضية مرة أخرى. و أصدرت المحكمة بعد 4 ساعات قانوناً يحد من نشاط جماعة ” الكو كلوكس كلان ” مما أثار خوف الكلان حيث أنهم إذا استمروا بهذه العمليات فقد تصادر أموالهم، حرياتهم، وأيضا أرواحهم. وفي عام 1997 تم إعدام Michael Donald ليسدل الستار على آخر شخص يعدم في التاريخ الحديث بتهمة قتل شخص أسود. توهج المنظمة بعد فوز ترامب بالرئاسة بعد ترشح دونالد ترمب للرئاسة الأميركية في 2016 وجدت الجماعات العنصرية في خطاباته المتطرفة ضد المسلمين والمهاجرين فرصة للعودة للشارع والحديث عن أيديولوجياتها في وسائل الإعلام. وبعد فوز ترمب بالرئاسة في نونبر 2016 ازدادت جرأة “كو كلوكس كلان” وغيرها من الجماعات اليمينية المتطرفة، وقد تضاعفت جرائم الكراهية ضد المسلمين والسود والمهاجرين بشكل عام. في 13 فبراير 2017 عثرت الشرطة على جثة زعيم “كو كلوكس كلان”هيلز بارك قرب نهر في ولاية ميزوري. وتبين أنه قتل بإطلاق نار على رأسه. وفي 12 غشت 2017 دهس أحد أعضاء الجماعة بسيارته حشدا يعارض مسيرة نظمها اليمين المتطرف في شارولت فيل بولاية فيرجينيا، مما أدى لمقتل فتاة وإصابة آخرين بجروح