كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، إن السفينة التي كانت على متنها امرأة أميركية من أصول تايوانية مصابة بفيروس كورونا المستجد في مصر أواخر يناير الماضي قامت بأربع رحلات على الأقل بعد ذلك، ونشرت شهادات ركاب ومسؤولين وأحد أفراد طاقمها تشير إلى أن السلطات لم تتخذ إجراءات حاسمة للتعامل مع الموقف. ونقلت الصحيفة عن أحد العاملين على متن السفينة السياحية Asraa الذي وضع في الحجر الصحي ومسؤول صحي في الأقصر أن بعض العاملين الذين تم الإعلان عن إصابتهم أو كلهم واصلوا العمل في شهري فبراير ومارس الماضيين. مذكرة أن مئات الركاب الأجانب والمصريين ربما تعرضوا للفيروس بين منتصف فبراير وأول مارس. وكانت السلطات في ولاية ميريلاند الأميركية القريبة من العاصمة واشنطن قد رصدت ثلاث حالات إصابة لرجل وامراة في السبعينات من العمر وامرأة في الخمسينات من مقاطعة مونتغمري، تبين أنهم كانوا جميعا على متن السفينة السياحية الشهر الماضي وتم تشخيص إصابتهم بالمرض بعد نحو أسبوعين من عودتهم من الخارج، بحسب حاكم الولاية لاري هوغان. وأعلن مسؤولو الصحة في تكساس رصد خمس حالات إصابة بالفيروس كورونا، جميعهم كانوا في زيارة لمصر، وقاموا برحلة عبر باخرة يشتبه في أنها السفينة ذاتها وقد عادوا إلى بلادهم يوم 20 فبراير الماضي. وتقوم “مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها” التابعة لوزارة الصحة الأميركية حاليا بالتواصل مع “عشرات” المسافرين الذين كانوا على متن هذه السفينة لطلب فحصهم أو توجيههم بعمل عزل ذاتي، وفقا لتقرير واشنطن بوست. التقرير أشار أيضا إلى أنه حتى بعد علم السلطات المصرية في الأول من مارس بأن المرأة التايوانية المصابة كانت على متن السفينة وربما نقلت العدوى لآخرين، قامت السفينة برحلة نيلية أخرى يوم الخامس من مارس بينما كان المسؤولون ينتظرون نتائج فحوصات طاقمها. وفي ذلك الوقت، أبلغت الوكالة الصحية الأميركية المعروفة اختصارا باسم CDC شركة السياحة الأميركية “غيت 1” التي تقوم بحجز رحلات نيلية لمسافرين أن أميركيين كانوا في رحلة نيلية سابقة بواسطة هذه السفينة ربما أصيبوا بالفيروس. وبدورها، اتصلت الشركة بمشغل السفينة وبالسفارة المصرية في واشنطن، وفقا لنائب رئيس الشركة للتسويق مارتي سيسلو، الذي قال إن الشركة أُبلغت بأن نتائج تحاليل جميع أفراد الطاقم جاءت “سلبية”، لكن بعد 24 ساعة تم إبلاغهم بأن هناك مصابين بالعشرات. سيسلو قال أيضا إنه رغم إبلاغهم بأن النتائج “سلبية”، قامت الشركة بإخبار عملائها على متن السفينة بمحتوى الإخطار الذي تلقته من CDC وعرضت عليهم إنهاء رحلاتهم، لكنهم اختاروا البقاء. إيمي خميسيان (65 عاما) وهي أميركية من مدينة ميامي وكانت من بينهم قالت: “السبب في بقائنا على متن السفينة هو أنه قيل لنا في البداية إنه تم فحص أفراد الطاقم وجاءت النتائج سلبية، وتم تعقيم السفينة مرتين”. وبعد أقل من يوم، تم أخذ عينات من الركاب، وجاءت نتائج 33 منهم “إيجابية” من بينهم 19 أجنبيا على الأقل بالإضافة إلى أفراد الطاقم ال12. وتم نقل الركاب المصابين وأفراد الطاقم إلى مستشفى للعزل والعلاج، أما الباقين، بمن فيهم 26 أميركيا وما لا يقل عن 56 أجنبيا آخرين، فقد تم عزلهم على متن السفينة. وعادة ما تتوقف رحلات السفينة المذكورة التي تتراوح ما بين ليلتين إلى سبع ليال، في ثلاث مدن على ضفاف نهر النيل، وفيها يحتك الركاب بالتجار في الأسواق، وبمئات الركاب من سفن أخرى، وعندما ترسو هذه السفن، غالبا ما يتم ربطها ببعضها البعض ويعبر ركاب Asara بالسفن الأخرى للوصول إلى الشاطئ، ويحتك أطقم السفن ببعضهم البعض. ونقلت الصحيفة عن المسؤول الصحي في الأقصر الذي لم تكشف عن هويته القول إنه إذا “كان أفراد الطاقم مصابين فهذا يشكل خطرا على الجميع”. ولم تظهر علامات المرض على أي من أفراد الطاقم ال12 المصابين بحسب المسؤولين المصريين، وقال العامل الذي وضع في الحجر الصحي إن بعضهم ذهب لزيارة أسرهم، مشيرا إلى أنه يعلم سبع حالات منهم، وأضاف أن السلطات فحصت الأشخاص الذين خالطوهم، لكنه لا يعرف نتائج التحاليل، أما أسرته فلم يتم فحصهم. المسؤول الصحي قال أيضا إنه لم يتم فحص أي من التجار في مدن النيل التي توقفت عندها السفينة. وفي محاولة لتهدئة المخاوف من الفيروس، وتشجيع السياح على العودة للأقصر بعد انخفاض نسبة الحجوزات نتيجة الأزمة، قال المسؤول الصحي إن السلطات في الأقصر قامت بإجراء فحوصات عشوائية لأكثر من 2400 شخص في الفنادق وعلى متن السفن السياحية، وجاءت جميعها “سلبية”. وأضاف: “إنه فيروس ضعيف للغاية”. “كان هذا كافيا” بحسب واشنطن بوست “لإقناع مسؤولي الصحة المصريين بإنهاء الحجر الصحي ل 82 أجنبيا على متن السفينة والسماح لهم بالذهاب منازلهم، على الرغم من أن فترة الحضانة المحتملة التي يمكن أن تظهر عليهم الأعراض لم تكن قد مر نصفها، وقام هؤلاء جميعا بالسفر للخارج عبر رحلات تجارية، ومن بينهم الأميركية آشلي كوليت، التي غادرت الأقصر إلى القاهرة ثم إلى مدينة دالاس، وخلال هذه الرحلة “لم يفحصوا حتى درجة حرارتها في أي مطار” بحسب شهادتها. وتفيد التقارير الواردة بأن هناك أكثر من 110 حالة إصابة بالفيروس لأجانب بعد سفرهم لمصر، من بينها حالات لأشخاص كانوا في رحلات نيلية.