صبت نتائج الانتخابات الإسرائيلية شبه الرسمية، مزيدا من السخونة على حالة الاستقطاب الحادة داخل دولة الاحتلال، في وقت كان يظن فيه مراقبون أنها ستنهي وتطفئ نار الخلافات. وفي هذا الصدد قال زعيم حزب “أزرق أبيض” الوسطي في إسرائيل بيني غانتس، الجمعة، إن رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، يتجاهل نتائج الانتخابات وعلى استعداد لإحراق كل شيء بغية تفادي مثوله أمام المحكمة. وأضاف غانتس، في تدوينة عبر “فيسبوك”، أن “نتنياهو الذي أدار معركة انتخابية تدهورت إلى أسفل درك من القذف والتشهير فشل للمرة الثالثة في الحصول على 61 مقعدا مما كان سيضمن له الحصانة من العدالة، وها هو الآن يؤجج نيران العنف والتطرف، ويلمح إلى خرق قواعد اللعبة”. ويسعى حزب “أزرق أبيض”، برئاسة غانتس، إلى تمرير قانون يمنع تكليف نتنياهو من تشكيل حكومة؛ بسبب ملفات الفساد المقدمة ضده. والشهر الماضي، قدم المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي ماندلبليت، إلى المحكمة المركزية الإسرائيلية بالقدس المحتلة لائحة اتهام ضد نتنياهو، بتهم الرشوة والاحتيال وإساءة الثقة. وتبدأ في 17مارس محاكمة نتنياهو بهذه التهم، لكن يتوقع أن تستمر المحاكمة لعدة أشهر. ولا يوجد بالقانون الإسرائيلي ما يمنع تكليف شخص متهم بالفساد بتشكيل حكومة، أو أن يكون شاغلا لهذا المنصب حتى إدانته من قبل المحكمة العليا الإسرائيلية. بدوره، اتهم نتنياهو، الجمعة، غانتس، بأنه يسعى لتشكيل حكومة اعتمادا على القائمة العربية المشتركة التي حصلت على 15 مقعدا. وقال نتنياهو: “حكومة تعتمد على القائمة، هي حكومة خطيرة لدولة إسرائيل”. وأضاف نتنياهو، في شريط مصور عبر “تويتر”: “هناك محاولة لسرقة الانتخابات، غانتس وعد قبل الانتخابات بعدم تأليف حكومة تعتمد بطريقة أو بأخرى على القائمة المشتركة، غير أنه يسعى الآن إلى تشكيل حكومة خطيرة لدولة إسرائيل بخلاف تام لوعوده”. والخميس، أعلنت لجنة الانتخابات المركزية في إسرائيل في نتائج نهائية غير رسمية، حصول حزب “الليكود” بزعامة نتنياهو على 36 مقعدًا، مقابل 33 مقعدًا لحزب “أزرق-أبيض” بزعامة غانتس. وبناء على معطيات اللجنة، لن يستطيع معسكرا اليمين (58 مقعدًا) ومعسكر اليسار (55 مقعدًا) من تشكيل حكومة، لأن تشكيل الحكومة يحتاج إلى ائتلاف 61 مقعدًا.