مع دخول التظاهرات في لبنان أسبوعها الثاني، لا تزال الطرق مقطوعة، وسط تظاهر مستمر ضد نخبة سياسية متهمة بالفساد وسوء إدارة أموال الدولة وقيادة البلاد نحو انهيار اقتصادي لم يشهده لبنان منذ الحرب الأهلية. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن طرق “البقاع الغربي، وطريق العبدة المنية، وطريق عام حلبا، وأوتوستراد كسروان، وأتوستراد شكا، والطريق الساحلي، وجسر الرينغ، وأتوستراد المطار، ومثلث خلدة، والأوتوستراد الدولي، وأوتوستراد كفر حزير، وأوتوستراد جبل الديب، وطريق الشويفات”، لا تزال مغلقة. ويعمل الجيش على فتح بعض الطرقات، فيما ترك المتظاهرون ممرات في بعض الأماكن لمرور الحالات الطارئة فقط. على صعيد آخر، لقيت كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، انتقادات واسعة، بعد أن طالب أنصاره وكوادر الحزب بالانسحاب من الشارع. وغرد الوزير السابق يوسف سلامه على “تويتر”، قائلا: “غريب أمر بعضهم، فيما تتجلى الهوية اللبنانية لأول مرة بأجمل صورها منذ مئة عام، يطل علينا احدهم ليهددنا بحرب أهلية، عجبا يا سيد، لطالما تمسكت بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة فلماذا تصر اليوم على حذف الشعب والجيش من المعادلة؟”. وقالت جريدة اللواء اللبنانية في تعليقها على كلام نصر الله: “لعل أخطر ما في كلام السيّد نصر الله، في نظر مصدر سياسي، هو تسييس انتفاضة الحراك الشعبي، وربطها بالمحور المناهض لمحور المقاومة، واتهامها بالارتباط بأجهزة مخابرات أجنبية، وكذلك تحذيره من أن الوضع في لبنان دخل في دائرة الاستهداف الإقليمي والدولي”. وقالت النهار إن “المشهد الداخلي بدا مقبلاً على تطورات دراماتيكية في ظل اقتحام ميداني-سياسي مزدوج بدأه حزب الله لمسرح الانتفاضة عبر تسلسل منهجي مدروس ومنسق بدا واضحاً أنه شرع من خلاله في إطلاق معركة كبيرة ضد الحراك الاحتجاجي تحت حجج وذرائع من خلال التحذير من الفوضى والفراغ بلوغا إلى الحرب الأهلية. ومع أن الكلمة التي ألقاها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله تضمنت نقاطاً تتقاطع الرؤية حيالها مع جهات عدة (…) إلا أن هذا الالتقاء سرعان ما تبدد حين أطلق نصرالله حكمه على الانتفاضة من باب الاتهامات بأنها تخضع لتوجهات جهات سياسية داخلية وخارجية تمولها”. وتابعت بأن هذا يعني أنه “أفرج من دون تحفظ هذه المرة عن المضبطة الاتهامية للانتفاضة بتصويرها حركة متصلة بالصراع الإقليمي الواسع، رامياً الكرة الاتهامية في مرمى خصومه الإقليميين وبعض الجهات الداخلية، ملمحاً خصوصاً إلى القوات اللبنانية”. ودفعت اتهامات نصرالله للمتظاهرين بأن سفارات دول أجنبية تسيرهم وتدعمهم، للنزول بأعداد أكبر صوب ساحة رياض الصلح، والتأكيد على المطالب التي رفضها نصرالله، والمتمثلة بإسقاط الحكومة والبرلمان . وركز المتظاهرون في مطالبهم وشعاراتهم على ضرورة تلبية حقوقهم الإنسانية المشروعة، مؤكدين أن “لا أهداف سياسية لديهم ولا سفارات تحركهم” . في وقت سابق، اقتحمت مجموعة من مناصري حزب الله ساحة رياض الصلح وسط العاصمة بيروت وقالت مصادر لبنانية إنهم “اعتدوا على المتظاهرين”. وأصيب عدد من المتظاهرين خلال الاشتباكات، وقالت مصادر إن مناصري الحزب “اعتدوا بالعصي على عدد من المحتجين”، وفق ما أفادت به قناة “أم تي في” المحلية.