قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، إنّ الملك محمد السادس باعتباره رئيساً للجنة القدس التابعة لمنظمة “التعاون الإسلامي”، “لا يمكنه قبول محاولات التصفية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، وفي الصدارة وضع مدينة القدس، عبر خطة الإملاءات الأميركية المعروفة إعلاميا بصفقة القرن”. وأوضح العثماني، في خطاب ألقاه اليوم الأحد، في مؤتمر ضم منتخبي حزب “العدالة والتنمية” في جهة سوس ماسة بمدينة أكاديرجنوب غربي المملكة، أنّ الملك”أعلن من خلال رسائل رسمية، إما إلى الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) أو إلى الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريس)، أو إلى جهات أخرى إقليمية ودولية، عن موقف واضح قوامه أنّ كل محاولات الإضرار بوضعية القدس مرفوضة، وأيضاً أنّه لا تنازل عن كون القدس الشريف عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة، لا زلنا نطالب بها ونحن متضامنون مع إخواننا في فلسطين”. وشدّد العثماني، على أنّ “المغرب لا يزال مع الشعب الفلسطيني ومع الحق الفلسطيني في تقرير مصيره، أما حكايات صفقة القرن ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية، فإنّ المغرب رسميًا، عبر رسائل وتصريحات من جلالة الملك، ومن الدبلوماسية الوطنية وجميع القوى السياسية الوطنية، يرفض هذا المسار رفضاً نهائياً، ويعتبر القدس خطاً أحمر”. وأوضح رئيس الحكومة ، سبب حديثه عن القضية الفلسطينية و”صفقة القرن”، أنّه “ورغم كون مواقف المغرب هذه معروفة؛ يجب أنّ نكررها باستمرار ونفخر بها، لأنّها تجعل المغربي يرفع رأسه عالياً حيثما حل وارتحل في العالم، وهذا تاج على رؤوسنا جميعاً كمغاربة”. ومضى العثماني موضحاً سياق حديثه هذا ليكشف، حسب ما نقله عنه الموقع الرسمي لحزب “العدالة والتنمية”، أنّه التقى، مساء السبت الماضي، بالسفير الفلسطيني لدى المغرب جمال الشوبكي، “وعبّر لي عن شكره على موقف جلالة الملك والموقف الذي عبرت عنه في الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص قضية فلسطين”. وكان العثماني قد خصّص جزءاً من خطابه، يوم الأربعاء الماضي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، للحديث عن القضية الفلسطينية، مؤكدًا أنّه “لا يمكن أن يكون هناك سلام عادل ودائم، من دون ممارسة الشعب الفلسطيني حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”. واعتبر العثماني، في كلمته تلك أنّ “غياب الأفق لإعادة إطلاق مسلسل السلام الفلسطيني-الإسرائيلي بات مصدر انشغال بالغ للمملكة المغربية، وسبباً إضافياً لعدم الاستقرار والتوتر في الشرق الأوسط”.