قضية إنسانية جد مؤثرة، هزت ساكنة الاخصاص يوم أمس الثلاثاء بعمالة تيزنيت، وذلك بعد العثور على شاب في عقده الثاني مقيد بالسلاسل حيث احتجزته أمه لما يفوق عن أربع سنوات، داخل غرفة ببيت المنزل الكائن بتفرضين زنقة المقاومة بالاخصاص التابعة لعمالة تيزنيت. وقد تم نقل الضحية إلى المستشفى الإقليمي بإنزكان في وضعية صحية جد حرجة وظروف لا إنسانية. تفاصيل الواقعة، بحسب ما ذكرته مصادر إعلامية محلية، تعود للحظة اكتشاف طالب جامعي بابن زهر ينحدر من المنطقة، وبالصدفة، لوجود شاب محتجز من طرف والدته لمدة طويلة، حيث تأكد الطالب أن الذي كان قد أصابه مرض عقلي لمدة ثماني سنوات قد احتجز داخل غرفة نومه من طرف والدته؛ والأكثر من ذلك مقيد بالسلاسل، فما كان منه إلى أن عمم الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك مطالبا الجهات المعنية بالتدخل. وفي هذا السياق، عمدت جمعية تكمات للتنمية والتعاون بمنطقة الاخصاص وبتنسيق مع جمعية نحمي شرف ولدي بأكادير، أمس الثلاثاء، إلى تقديم شكاية مباشرة إلى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بأكادير بخصوص التبليغ عن هذا "الأمر الرهيب"، الأمر الذي دفع الوكيل العام بإعطاء تعليماته على الفور للسلطات المحلية ورجال الدرك الملكي للتنقل على عجل إلى عين المكان في حدود الساعة الرابعة مساء، حيث داهموا وقاموا بتفتيش مرافقه رغم ممانعة صاحبته. وبمجرد ما أن ولجوا إلى الغرفة التي احتجز فيها الشاب، فوجؤوا بانبعاث رائحة كريهة من داخلها ، كما اهتزت قلوبهم، على وقع ذلك المنظر، ووجدوا الشاب مكبل بالسلاسل ومتسخ الثياب ، ولون بشرته متسخة أيضا وشاحب، بنيته الجسمانية نحيلة وشعر رأسه طويل، على غرار لحيته، ليتم نقل الضحية إلى المستشفى الإقليمي بإنزكان لعرضه على طبيب مختص ومتابعة حالته الصحية. وذكرت المصادر سالفة الذكر، المحتجز ‘محمد ب" من مواليد 1985 يقطن بتفرضين زنقة المقاومة بالاخصاص، كان يعيش حياته بشكل عادي، وبعد تخلي والده عنه وعيشه مع والدته التي كانت عنيفة شيئا ما، ومعروفة بالمنطقة بسلوكها الخشن، أصيب الابن الوحيد باضطرابات نفسية وعقلية منذ ثماني سنوات من الآن. ونظرا للظروف الاجتماعية الصعبة التي تعيشها الأسرة، عمدت والدته إلى إحتجازه بمكان منعزل داخل البيت ليظل رهن الاعتقال منذ أزد من أربع سنوات. ويرتقب أن تباشر السلطات الأمنية التحقيق مع والدة الشاب، في أفق تحديد الأسباب التي دفعتها إلى القيام بفعلتها التي أثارت استياء ساكنة المنطقة، فيما دخلت على الخط بعض الهيئات الحقوقية التي وصفت وَضْعَ الضحية "بالحالة اللإنسانية الكارثية بكل المقاييس، والجريمة النكراء في حق البشرية".