لا يزال سكان منطقة دائرة تيسة بإقليم تاونات الذين يبلغ عددهم 157798 نسمة (حسب آخر الإحصائيات) منذ سنة 2014؛ يعانون من عدم استكمال بناء مستشفى المنطقة الذي توقفت فيه الأشغال دون سبب يُذكر، ما دفع بالحقوقيين لدق ناقوس الخطر من أجل تدخل الجهات المسؤولة واستكمال بناء المؤسسة الصحية التي طالها النسيان أو التناسي. وبعد مرور ثلاث سنوات على ذلك، استبشرت الساكنة خيرا بعد منح شركة أخرى مهمة تشييد المستشفى سنة 2017، إلا أن الفرحة لم تدم لأنه سرعان ما توقفت الأشغال فيه إلى يومنا هذا ما زاد من معاناة سكان المنطقة الذين لا يتوفرون إلا على مستوصف شبه صحي لخلوه من المعدات الطبية اللازمة؛ اللهم بعض الحقن والضمادات. عز الدين اليزناسني، عضو جمعية الشعلة للتربية و الثقافة-فرع تيسة، قال في تصريح ل”نون بريس”، إن السكان يجدون صعوبة في تلقي الإسعافات الضرورية خاصة إذا كانت الحالة مستعجلة ومعرضة مثلا للسعة عقرب أو أفعى، وحتى الحوامل يلقين مشاكل في فترة الوضع لأنهن يضطررن إلى التنقل إلى مستشفيات فاس لتلقي العلاج الضروري. وأكد منسق الجمعية بجهة فاسمكناس، أن دائرة تيسة تتوفر على 13 جماعة ترابية ما يعني أن جميع سكان هذه الجماعات يقصدون مستوصف المنطقة من أجل تلقي الإسعافات، إلا أنه وإذا كانت هناك حالة عاجلة فإنها تضطر إلى أخذ إذن من المستوصف قبل الذهاب إلى مستشفى فاس، الشيء الذي يُفوت على المريض تلقي العلاج في وقته وربما يتوفى في الطريق أو يصاب بمضاعفات خطيرة، نظرا للمسافة الفاصلة بين تيسة والعاصمة العلمية، وبالتالي تطالب فعاليات المجتمع المدني بضرورة مباشرة الأشغال في المستشفى لتجنب ما لا يحمد عقباه ولضمان الصحة للجميع. وأشار المتحدث ذاته، إلى أنه تم إطلاق عريضة لجمع توقيعات 5000 شخص قبل إرسالها لرئيس الحكومة، سعد الدين العثماني. مؤكدا أنه تمت مراسلة مختلف الفرقاء السياسيين للانخراط والمشاركة في حملة جمع توقيعات العريضة للمطالبة بالإسراع في استكمال بناء المستشفى المحلي لتيسة وتجهيزه. وتجدر الإشارة إلى أن جمعية الشعلة للتربية و الثقافة فرع تيسة، بادرت بإطلاق حملة جمع التوقيعات والتي تستهدف ساكنة جماعة تيسة والنواحي؛ و ذلك للمطالبة باستكمال مشروع بناء و تجهيز المستشفى المحلي للمدينة والذي تعلق عليه الساكنة آمالا كبيرة. وفق ما جاء في بلاغ إخباري للجمعية. وجددت الجمعية التأكيد على أن أشغال بناء المستشفى المذكور قد توقفت بشكل مفاجئ لأسباب لا يعلم بملابساتها سوى صاحب المشروع والقائمين عليه، ما خلف استياء عميقا لدى الساكنة بعدما كانت قد استبشرت خيرا بإطلاق هذا المشروع الذي طال انتظاره. ودعت الجمعية كل الهيئات والفعاليات المدنية بالمنطقة إلى “الانخراط الوازن والمكثف في هذا التمرين الديمقراطي و التعبئة المكثفة لإنجاح مشروع هذه العريضة باعتبارها آلية دستورية للمشاركة المواطنة في صناعة القرار”. يضيف المصدر ذاته.