نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا، حول تصعيد اللواء المتقاعد خليفة حفتر لهجومه على العاصمة طرابلس، والأدلة حول استخدامه لطائرات من دون طيار، فضلا عن الدور الإماراتي والسعودي في دفعه لتأجيج المعارك في ليبيا واستبعاد الحل السياسي، بعد تورط هاتين الدولتين لأربع سنوات في حرب اليمن. وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمه موقع “عربي21″، إن العديد من الضربات الجوية، ومن ضمنها ما يعتقد أنه أول استخدام للطائرات المسيرة في هذا الصراع، هزت طرابلس خلال الليل، في تصعيد للهجوم الذي يقوده خليفة حفتر ضد العاصمة الليبية، بدعم من الإمارات. وأوضحت الصحيفة أن التصريحات بشأن استخدام الطائرات المسيرة، صدرت عن حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، كما أكدها شهود عيان. وقد أكد مراسل وكالة “رويترز” وعدد من سكان طرابلس أنهم شاهدوا طائرة تحلق في أجواء العاصمة لأكثر من 10 دقائق في وقت متأخر من يوم السبت الماضي، التي أصدرت صوت طنين قبل أن تفتح النار على عدد من المناطق. تجدر الإشارة إلى أن ضجيج هذه الطائرات المسيرة يختلف كثيرا عن صوت الغارات الصاروخية. وذكرت الصحيفة أن الإمارات العربية المتحدة، كانت قد أنشأت مركزا لتسيير الطائرات من دون طيار في القاعدة الجوية الخادم جنوبيطرابلس في 2016، كما يؤكد الخبراء أن الطائرات المقاتلة القديمة التي يمتلكها حفتر لا يمكنها التحليق في الليل، وهو ما يزيد من احتمالات استخدام الطائرات المسيرة في هذا الصراع. ويهدف هذا الهجوم الذي يقوده حفتر، إلى الإطاحة بحكومة طرابلس المعترف بها من الأممالمتحدة، وهو هجوم يحظى بدعم المملكة العربية السعودية ومصر. ونقلت الصحيفة عن بيتر ميلت، السفير البريطاني السابق في ليبيا، قوله “إن استخدام الطائرات المسيرة مثّل تصعيدا هاما ومأساويا سوف يزيد من عدد الضحايا في ليبيا”. من جانبه، قال أنس القماطي، مدير مركز الدراسات الليبي “صادق”، إن “الحرب الجوية في طرابلس دخلت بشكل رسمي مرحلة جديدة وخطيرة، وتحول الأمر إلى هجوم تشنه دولة أجنبية غازية، وهي الإمارات”. وأضاف القماطي أن “ليبيا لا تزال هي نفسها، ولكنها على وشك أن تصبح نسخة جديدة من اليمن في البحر الأبيض المتوسط. إن وعود حفتر بالسلام الدائم والاستقرار هي مجرد كذبة. والطائرات المسيرة الإماراتية لا يمكن أن تجلب الوحدة”. وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن 227 شخصا سقطوا إلى حد الآن، إلى جانب 1128 جريحا، بعد مرور أسبوعين من بدء أعمال القتال. كما أجبر أكثر من 16 ألف شخص على النزوح من منازلهم، فيما تؤكد حكومة الوفاق الوطني أن المقاومة التي أبدتها دفعت بقوات حفتر للتقهقر نحو جنوبطرابلس. وذكرت الصحيفة أن أبرز الغارات الجوية التي تم تنفيذها، استهدفت معسكرا للقوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني في مقاطعة سبها جنوبيطرابلس، التي تشهد أعنف المعارك بين المجموعات المتصارعة.