كشت مذبحة مسجدي نيوزلندا الدموية التي راح ضحيتها 50 مصليا خطورة تغلغل الفكر اليميني المتطرف المعادي للإسلام والمسلمين داخل أوربا بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة . موجة العنف والكراهية والتحريض المستمرة مند سنوات ضد المسلمين بأوربا ماكانت لتتم لولا الدعم الذي تقدمه عدة حركات وأحزاب يمينية متطرفة معادية للمسلمين والتي تحاول جاهدة استنباط الماضي الدموي للحروب الصليبية ضد المسلمين من اجل طردهم من أوربا . وتعمل هذه الحركات على تمجيد عدد من الزعامات التاريخية الغربية والتي اشتهرت بجرائمها ومذابحها في حق المسلمين ومن ضمنها . همجية ووحشية “ريتشارد قلب الأسد” كانت الحملات الصليبية نموذجاً للإرهاب المنظم،و دليلاً عملياً على همجية ووحشية ما قامت به شعوب وممالك، وكنائس باسم العقيدة والدين، ضد العرب والمسلمين في المشرق العربي، وربما كانت أفظع أعمال الصليبيين أكلهم لحوم أعدائهم، بعد طهوها أو شيّها، ولم تكن مجزرة «معرة النعمان»، إلا أحدها. وروى ابن الأثير عن دخول الصليبيين للقدس فقال: قتل الفرنج بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعين ألفاً. وقام ريتشارد قلب الأسد في الحملة الصليبية الثالثة، بذبح 2700 أسير من المسلمين في عكا، وذكر «جوستاف لوبون» في كتابه «الحضارة العربية» نقلاً عن رهبان ومؤرخين قالوا: كان قومنا يجوبون الشوارع والبيوت، يذبحون الأولاد والشباب، ويقطعونهم إربا، ويبقرون بطون الموتى، والدماء تسيل كالأنهار في طرق المدينة المغطاة بالجثث، لقد أفرط قومنا في سفك الدماء، وكانت جثث القتلى تعوم في الساحة. وفي المعرة قتلوا جميع من كان فيها في الجوامع والسراديب، فأهلكوا ما يزيد على مئة ألف إنسان. كانت الفكرة السائدة في أوروبا منذ أواسط القرن الثاني عشر الميلادي أن مصر ما دامت على قوتها وبأسها فلا سبيل إلى نجاح الحملات الصليبية واسترداد بيت المقدس من المسلمين الذين نجحوا في استعادته من الصليبين مرة ثانية سنة (642ه= 1244م) على يد الملك الصالح أيوب. جرائم ملك فرنسا لويس التاسع وتعين على الصليبيين لمواصلة الزحف أن يعبروا فرع دمياط أو قناة أشموم فاختار لويس التاسع القناة، فعبرها ، ولم يشعر المسلمون إلا والصليبيون يقتحمون معسكرهم، فانتشر الذعر بين الجند المصريين، واقتحم الصليبيون بقيادة "روبرت أرتوا" أحد أبواب المنصورة، ونجحوا في دخول المدينة وأخذوا يقتلون المصريين يمينا وشمالا في مشهد سيظل عالقا في التاريخ باعتباره من أبرز المذابح التي شهدها التاريخ يحت رعاية ملك فرسنا آنذاك لويس التاسع . إمبراطور ألمانيا فردريك برباروس وحملته الصليبية الدموية لاسترداد بيت المقدس بعد الهزائم التي تعرض لها الصليبيون على يد صلاح الدين الأيوبي، تجمع هؤلاء في مدينة صور (مدينة تقع في لبنان حالياً)، وما إن تجمعوا حتى بدأوا يستعدون للهجوم مرة أخرى على مناطق المسلمين، فقام الصليبيون بمحاصرة مدينة عكا في عام 1890 ما دفع صلاح الدين لإرسال قوات حاصرت الصليبيين المحاصِرين لمدينة عكا، واستمر حصار مدينة عكا مدة عامين، في هذه الأثناء بدأ الأوروبيون يستعدون لحملة صليبية ثالثة على أراضي المسلمين. توجه فردريك برباروس بجيشه الذي قارب مئة ألف محارب إلى مدينة القسطنطينية، فخاف الإمبراطور البيزنطي إسحاق لانج من هذا الجيش وخشي أن يسيطر على إمبراطوريته ولم يقدم المساعدة للإمبراطور الألماني، فعبرت الجيوش الألمانية إلى آسيا الصغرى ووصلوا إلى أرمينيا، لكن موت الإمبراطور الألماني غرقاً في نهر يالف بجبال أرمينيا جعل الجيش الألماني يتشتت فعاد غالبيته إلى ألمانيا، والقسم المتبقي انضم إلى الصليبيين الذين كانوا يحاصرون عكا وارتكبوا مذابح في حق المسلمين بقيت خالدة في التاريخ .