قال ريتشارد فولك، المقرر السابق للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فلسطين، إن مقترح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، المعروف ب”صفقة القرن”، محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، معرباً عن اعتقاده أن السعودية تقدم العون في هذا المسعى. وأضاف فولك في تصريح لموقع الخليج أونلاين”: إن “السعودية تمارس دوراً سلبياً في صفقة القرن بتعاملها السلبي مع القضية الفلسطينية، وتقديمها العون للولايات المتحدة وإسرائيل على حساب حقوق الفلسطينيين”. وأشار إلى أن “هذا الدور نجم عن الضغوط الداخلية والخارجية التي تتعرض لها المملكة بسبب مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي، وتسليط الضوء على ملفها السيئ في حقوق الإنسان، إلى جانب حاجتها إلى مساندة أمريكا في مواجهة التمدد الإيراني بالمنطقة”. وأكد فولك، الذي يشغل منصبه الأممي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967، أن “هذه الاستراتيجية سيثبت فشلها على المدى البعيد، لوجود رفض فلسطيني لهذه التسوية على المستوى الرسمي، ومقاومة على المستوى الشعبي ترفض التفريط في الحقوق تحت أي حجة”. وتابع قائلاً: إن “صفقة القرن هدفها الأساسي دفع الفلسطينيين إلى التنازل عن حقوقهم التي ضمِنها لهم القانون الدولي مقابل تسوية ظالمة لا تأخذ بنظر الاعتبار سوى المصالح الإسرائيلية”. وأشار إلى أنَّ “نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس (في مايو 2018) خطوة ضمن خطة استراتيجية تهدف إلى فرض الأمر الواقع على الفلسطينيين. وقد اختارت الإدارة الأمريكية ورئيسها ترامب الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني لتقديم هذه الهدية للحليف الإسرائيلي، في ظل تواطؤ عربي”. وأردف فولك قائلاً: إنَّ “قطع المساعدات الأمريكية عن السلطة الفلسطينية، وقرار إدارة ترامب وقف التمويل المالي عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) خطوة ضغط على الجانب الفلسطيني للرضوخ لصفقة القرن”. وأكد أن “الموقف الحالي للسلطة الفلسطينية الذي يرفض التعامل مع التسوية غير العادلة، إذا ما استمر فسيكون وحده الكفيل بإفشال هذه الصفقة”. وتأكيداً لتصريحات فولك عن دور السعودية، تجدر الإشارة إلى أن مصادر فلسطينية رفيعة المستوى في رام الله كشفت ل”الخليج أونلاين” في وقت سابق، أن السعودية تتجه إلى إجراء تعديلات أساسية في مبادرة السلام العربية، التي حددت أسس العلاقات مع “إسرائيل” طوال الأعوام ال17 الماضية. وأكدت المصادر الفلسطينية في تصريحات حصرية نُشرت لأول مرة، أن المسؤولين في السعودية، وعلى رأسهم الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد، يفكرون جدياً في اتخاذ خطوة من شأنها أن تغير مفاهيم العلاقات العربية مع دولة الاحتلال جذرياً. وريتشارد فولك هو أستاذ فخري للقانون الدولي في جامعة برنستون، إلى جانب كونه مقرراً سابقاً للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967، وهو يهودي أمريكي، عُرف بمواقفه المناهضة للسياسات الإسرائيلية، والمؤيدة للحقوق الفلسطينية، وقد وصفته الخارجية الإسرائيلية بأنه غير “مرحب به بإسرائيل”.