كشفت جمعية “ثافرا” (جمعية للوفاء والتضامن لعائلات معتقلي الحراك الشعبي بالريف)، عن بيانات قالت إنها تتضمن معطيات غن الأوضاع الصحية لمعتقلي "حراك الريف" بعدة سجون. وجاءت هذه المعطيات على شكل تقرير مطول، قالت الجمعية إنها تحصلت عليها من عائلات المعتقلين، وقامت بتعميمها بعد أن أدنت لها العائلات بذلك. ويأتي تقرير "ثافرا"، كما قالت من أجل "تنوير الرأي العام وفضح ادعاءات المندوبية العامة لإدارة السجون المتناقضة والكاذبة، وتعرية لمظاهر الإهمال الطبي الذي يتعرض له معتقلو حراك الريف". وتضمن التقرير تفاصيل عن الحالة الصحية لتسعة معتقلين موزعين على ثلاثة سجون هي سجن عكاشة في الدارالبيضاء، سجن تولال2 بمكناس، وسجن عين عيشة بتاونات. وقال التقرير إن معتقلي "حراك الريف" "مهددون في سلامتهم الصحية وحياتهم، نتيجة الإهمال الطبي ومضاعفات التعذيب النفسي والجسدي الذي تعرضوا له أثناء الاعتقال والتحقيق، ونتيجة الظروف الكارثية التي يتواجدون عليها داخل السجون". وأضاق التقرير إن المعتقلين يشتكون من عدم تجاوب إدارة السجون المعتقلين داخلها عندما يطالبون بالتطبيب، إذ يتم التماطل في الاستجابة لطلباتهم، وحتى عندما يتم عرضهم على أطباء لا تسلم له التشخيصات لحالاتهم الصحية. وهكذا، استعرض التقرير الحالة الصحية لناصر الزفزافي، قائد "حراك الريف"، وجاء في التقرير أنالزفزافي "يشكو من ألم في رأسه وقدميه منذ التعذيب الذي تعرض له أثناء اعتقاله بلطم رأسه بقوة على جدار البيت و ضربه بالأصفاد الحديدية على رأسه، كما أنه يعاني من مرض الحساسية جراء وضعه في زنزانة إنفرادية لأكثر من عام". وأضاف التقرير "فِي فاتح مارس 2018، وبعد تدهور حالته الصحية لدرجة إصابته بالإغماء والعجز عن الحركة، تم نقل ناصر الزفزافي إلى المستشفى على كرسي متحرك، وأجريت له فحوصات دون أن يتم إخباره بنتيجتها. وفِي يوم 26 يناير 2019، وعلى إثر تدهور وضعه الصحي وشعوره بعجز عن تحريك أعضاء جسده، ستضطر إدارة السجن بعد تماطل مريب لنقله إلى مستشفى ابن رشد". وقال التقرير إن إدارة السجن حجبت عن الزفزافي معلومات تخص وضعيته الصحية منذ ما يناهز سنة، حين أخبره أحد الأطباء بأنه مصاب بتقلص شرياني على الجهة اليمنى من الرأس، وبأن الشريان ازداد تقلصا، وهو ما يؤثر على تدفق الدم للدماغ. وأضاف التقرير أن الطبيب المعالج للزفزافي "أكد له بأن حالته دقيقة تستوجب نقله على وجه السرعة للرباط، ملمحا بإمكانية نقله للمستشفى العسكري، وهو ما لم يحدث، إذ تمت إعادته إلى السجن". كما استعرض التقرير حالة المعتقل محمد حاكي، وجاء فيه أنه "يعاني من آلام على مستوى عموده الفقري ورقبته منذ اعتقاله بسبب التعذيب الرهيب الذي تعرض له لحد صعقه بآلة كهربائية". أما المعتقل محمد المجاوي، فقال التقرير إنه يعاني من مشاكل بالجهاز التنفسي وأعراض مرضية على مستوى الكبد. وتضمن التقرير معلومات عن الحالة الصحية لمعتقلين آخرين هم أمغار كريم الذي يعاني من آلام على مستوى ظهره ومن نقص في النظر، وجمال بوحدو الذي يعاني من اضطراب نفسي. وعلى مستوى سجن عين عيشة بتاونات، أورد التقرير معلومات عن حالة المعتقل كريم أزلاوي الذي يعاني من مرض في الأسنان، والمعتقل عبد الحكيم بنعيسى الذي يشكو من آلام في عينيه، والمعتقل كريم بنعياد الذي يوجد في وضعية حرجة بعد تدهور حالته الصحية على إثر عملية جراحية أجريت له على مستوى الوجه لعلاجه من ألم الأسنان، كما يعاني من انفتاخ وألم في العنق والأمعاء. ومن داخل سجن تولال2 بمكناس، أورد التقرير معطيات عن الحالة الصحية للمعتقل حسن حجي الذي يعاني من ألم حاد في العينين, وحملت الجمعية المندوبية العامة لإدارة السجون "مسؤولية ما يهدد صحة معتقلينا وحياتهم جراء السياسة الانتقامية التي يتعرضون لها". ودعا التقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى "متابعة جدية وفاعلة لوضعية معتقلي حراك الريف والعمل على تمكين المعتقلين المرضى من التطبيب والعلاج اللائقين". وطالب التقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان "بالتدخل عاجلا لتمكين والد ناصر الزفزافي من الملف الطبي لابنه والسهر على توفير العلاج اللائق له، ونفس الشيء بالنسبة لباقي المعتقلين".