ردت ماليزيا بقوة على اتهام إسرائيل رئيس وزرائها مهاتير محمد بمعاداة السامية، ووصف بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية الماليزية التصريحات الإسرائيلية بأنها “مقززة ومثيرة للقرف”، بينما اتهم وزير الرياضة والشباب الماليزي إسرائيل ب”النفاق ومحاولة لعب دور الضحية لجلب تعاطف حقير”. واتهم بيان الخارجية الماليزية إسرائيل بتبني “سياسات وممارسات إجرامية” ضد الشعب الفلسطيني في “خرق صريح وفاضح للقوانين الدولية”، وقال إنها مستمرة منذ أكثر من نصف قرن في “تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني”، ولذلك بحسب البيان “لا يحق لإسرائيل الحديث عن القيم الأخلاقية بينما تمارس ما يناقضها”. وشدد المتحدث باسم الخارجية الماليزية على استمرار دعم كوالالمبور الدائم والثابت للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في استعادة حريته. في الوقت ذاته اتهم وزير الرياضة والشباب الماليزي سيد صديق إسرائيل بقمع الرياضيين الفلسطينيين، وتحديد من يحق له اللعب ومن يحرم منه، ووصف هذه الممارسات بأنها “انتهاك صريح لقوانين الرياضة العالمية وأخلاقها”. وللتأكيد على ما ذهب إليه الوزير سيد صديق من اتهام إسرائيل بالنفاق بادعائها تسييس ماليزيا للرياضة، قال إن إسرائيل منعت فريق الشجاعية لكرة القدم في قطاع غزة من المشاركة في أنشطة رياضية في الضفة الغربية، وتساءل “أليس هذا تسييسا للرياضة؟”. وكرر الوزير الماليزي تساؤله “أليس حرمان إسرائيل غير القانوني للفرق الفلسطينية من اللعب خارج وطنها أو تدريب اللاعبين الفلسطينيين خارج وطنهم تسييسا للرياضة؟”. وأضاف صديق أن بلاده “لا يمكنها التواطؤ مع النظام الإسرائيلي الوحشي واللاإنساني، وإخوتنا الفلسطينيون يقتلون بدم بارد، والأحياء منهم يزج بهم في السجون”، وذلك في تأكيده على قرار منع الإسرائيليين من اللعب في الأراضي الماليزية. وأشار الوزير الماليزي إلى تقارير منظمات حقوق الإنسان العالمية بما فيها هيومن رايتس ووتش، التي أدانت إسرائيل مرارا لعدوانها وجرائمها، بينما تلعب دور الضحية مع المجتمع الدولي، كما عدد حالات كثيرة من خروقات إسرائيل لحقوق الرياضيين الفلسطينيين، وقمعها للمسيرات السلمية مثل مسيرات العودة التي راح ضحيتها مئات الشهداء وآلاف الجرحى. ممثلو المنظمات غير الحكومية أثناء لقائهم بوزير الخارجية الماليزي سيف الدين عبد الله (الجزيرة نت) وختم وزير الرياضة والشباب الماليزي بيانه بأن من حق بلاده السيادي منع المجرمين والقتلة من دخول أراضي ماليزيا المحبة للسلام ومقاطعة النظام الذي يمارس جرائم الحرب والتمييز العنصري (أبارتايد). وتطابقت ردود الفعل الفلسطينية في دعم الموقف الماليزي، واعتبرت قرار ماليزيا بمنع رياضيين إسرائيليين من دخول أراضيها للمشاركة في دورة ألعاب دولية للمعاقين تعقد منتصف العام الجاري “حقا سياديا مشرِّفا يستحق الاعتزاز”. وقال السفير الفلسطيني في ماليزيا وليد أبو علي في تصريحات للجزيرة نت إن موقف ماليزيا ليس جديدا ويأتي في سياق دعمها الدائم والثابت لحق الشعب الفلسطيني، وأشاد بمواقف رئيس الوزراء مهاتير محمد في المنتديات العالمية والإقليمية والمحلية المؤيدة للحقوق الثابتة والعادلة للشعب الفلسطيني على رأسها الحرية وتقرير المصير. واعتبر أبو علي موقف ماليزيا “حقا سياديا تمارسه على أراضيها في السماح لمن يشارك أو لا يشارك في فعاليات تقام على أراضيها”، وقال إنه “حق تضمنه جميع الشرائع والقوانين الدولية”. وأضاف سفير فلسطين في كوالالمبور أن إسرائيل “آخر دولة يمكنها الحديث عن خرق القانون الدولي وحقوق الإنسان، وهي تمارس هذه الخروقات يوميا في الأراضي الفلسطينية المحتلة”، وأشار أبو علي إلى الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من عقد. وقال إن إسرائيل تحرم الطلاب الفلسطينيين من مواصلة تعليمهم وتحرم الشيوخ من الوصول إلى مساجدهم خاصة المسجد الأقصى، وتقيم جدران فصل عنصري أمام نظر وسمع العالم. من ناحيته وجه رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية رسالة شكر لرئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد وحكومته، ووصف منع مشاركة رياضيين إسرائيليين في بطولة سباحة تقام على الأراضي الماليزية بأنه موقف مشرف وأصيل. وثمّن رئيس المكتب السياسي لحماس ما وصفها بالمواقف الشجاعة، وحذر من استغلال قادة الاحتلال موجات التطبيع في العالم العربي لتنفيذ مزيد من سياسات الاستيطان والتهويد للأراضي الفلسطينية لا سيما القدس والمسجد الأقصى.