لم يعد المشاهير العرب راضين عن أشكالهم وملامحهم الخارجية بل أصبحوا يصرون على تغيير هذه الملامح لتصير على شاكلة الممثلين والمغنيين العالميين ويلجأن لهذا الغرض إلى إجراء عمليات التجميل التي من شأنها تغيير الملامح للظهور بصورة كاملة، أو شفط الدهون للنقص من الوزن. دخلت عمليات التجميل إلى الوسط الفني منذ القدم فهي ليست حديثة العهد كما يظن البعض، بحيث بدأت بالانتشار بشكل طفيف في الوسط الفني منذ الستينات والسبعينات ولكنها لم تشتهر في تلك الفترة كما هو الحال في أيامنا هذه نظرا لوجود محطات التواصل الإجتماعي التي ساهمت بشكل كبير في انتشار العديد من الأمور ومنها عمليات التجميل التي تجريها الفنانات والمشاهير وتظهر الاختلافات الناتجة عنها. يبدو أن الفارق بين عمليات التجميل قديما وحديثا ليس كبيرا، بحيث أن نسبة الخطأ في السابق كانت أكبر بكثير من الوقت الحالي مع التطور التكنولوجي ولكن ما زال هناك عمليات تجميل تجري في الوقت الحالي تؤدي إلى ظهور النجمات بشكل كارثي بحيث تسبب تشوّهات مروّعة من شأنها أن تنهي الحياة الفنّية للمشاهير وهناك الكثير من الأمثلة على فنانين تعرضوا للتشوهات بسبب عمليات التجميل. من الجدير بالذكر بأن عمليات التجميل في العهد الحديث تؤدي إلى بعض التشوهات ونسبة قليلة من الوفيات، لكنها في السابق كانت مؤذية بشكل أكبر بحيث تسببت بعدد كبير من الوفيّات تخلّلها حالات وفاة لبعض النجوم والمشاهير العرب. عرفت بلدان المغرب العربي عددا كبيرا من الفنانين اللذيت بذلو جهودا كبيرة من أجل تغيير ملامحهم و تغيير أجسادهم، ومن بين هذه الدول : مصر: ناهد شريف والتي كانت من أولى ضحايا التجميل. الشيئ الذي دفع ناهد شريف إلى إجراء عملية التجميل هو رغبتها في الحصول على دور بطولة فيلم “ذئاب لا تأكل اللحم” ( 1974)، حيث قررت ممثلة الإغراء المصرية ناهد شريف، إجراء عملية تكبير حجم صدرها كون معظم مشاهدها في هذا الفيلم عارية تماما. وبعد 5 سنوات من العملية، أصيبت ناهد بعوارض صحية غامضة وبعد عدة فحوصات ومحاولات عديدة للحد من إنتشار سرطان الثدي وبعد أن سافرت إلى لندن وباريس للعلاج، توفيت في عام 1981 وحيدة داخل المستشفى العسكري في القاهرة. سوريا: مها الجابري والتي كانت أول فنانة سورية تجري عملية التجميل. تعد الفنانة مها الجابري من جميلات العصر القديم وهي لم تكن بحاجة إلى أي عمليات تجميل، ولكنها بدأت بعمليات التجميل كأول فنانة سورية تجري عمليات تجميل لتحسين شكلها الخارجي ومن أشهر أغانيها أغنية “الحبايب” التي قرر غنائها في وقت لاحق سلطان الطرب جورج وسوف. أجرت في عام 1983 عدة عمليات ترميم الوجه من ضمنها عملية لشد الوجه تعرضت فيها لجرعة زائدة من المخدّر أدت إلى دخولها في غيبوبة طويلة لم تستيقظ منها وتفارق الحياة بعدها بفترة قصيرة. العراق: رفيف الياسري، خبيرة التجميل. وصلت الياسري إلى المستشفى الشيخ زايد في بغداد، حسب أحد الأطباء، بعد أن لقت حتفها دون معرفة السبب الحقيقي. وحسب ما قاله الطبيب المختص، أن المرحومة الياسري توفيت بسبب تعرضها لجلطة دماغية قبل 15 دقيقة من وصولها للمستشفى”. لبنان: فيروز والتي كان جمهورها يقول اسمعوها ولا تروها. خلعت فيروز مظهرها امرأةً عادية تشبه الأمهات والجارات، لتصبح “نجمة” لبنان قلباً وقالباً. اختلفت تسريحات شعرها، ملابسها، أسلوبها، صارت تبتسم وتتحرّك، فما عاد بإمكان خصومها، من مناصري “عدوتها” المطربة صباح، أن يقولوا “اسمعوها ولا تروها”، إذ صارت تُسمع بقدر ما تُرى، ويطيب مرآها. كان قد قيل لنا إنها ذهبت إلى أميركا لإجراء العملية، فقد كان خوفنا عليها كبيراً، وعلى حنجرتها وأوتار صوتها. قيل ذلك لطمأنتنا، نحن شعب لبنان، إذ كنا نخشى أن يتشوّه صوتها مقابل تحسين أنفها، وأيضاً لأننا أحسسنا بذنٍب كبير كيف أننا لم نحببها كفاية، أو كيف أننا لم نُعلمْها كم نحبّها كيفما كانت. ثم قيل إنها أجرت العملية في مستشفى أوتيل ديو في بيروت، على يد البروفيسور داود، وإن عاصي لم يفارق سريرها يومين. لكن الأمر لم يعد مهمّاً في نظرنا آنذاك، وقد أطلّت علينا فيروز بأنفها الجديد، ذاك الذي قيل إنها أرادته كأنف صوفيا لورين. صوفيا لورين دفعة واحدة! قلنا ضاحكين فرحين، وتهافتنا على صورة وجهها الجديد، نلثمه ونتسابق في وصف محاسنه ومزاياه. المغرب: وئام الدحماني تقول مصادر مقربة من المرحومة “وئام الدحماني”، الأمر الذي قد يكون أتعب قلبها هو السبب في عمليات التجميل التي خضعت لثلاثة منها، في الفترة الأخيرة، حتى تكون في أبهى حلة لها، بعدما غدت الوجه الجديد في الشرق الأوسط الذي يمثل شركة لصناعة المستحضرات في آسيا.