نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية مقالا للكاتب جواد إقبال، يقول فيه إن شركة Netflix “نيتفليكس” كان يجب ألا تخضع لمطلب الرقابة السعودية. ويقول إقبال: “اقتضى الأمر نقدا رقيقا للعائلة المالكة في السعودية، لتذهب (نيتفليكس) راكعة أمام السلطات السعودية، وتحذف الحلقة المزعجة من السلسلة الكوميدية التي كانت ستعرض هناك، ويخبرك هذا الخضوع بما تريد معرفته عن شركة البث الحي المعروفة بمسلسلها الدرامي (العرش)”. ويشير الكاتب في مقال له، ، إلى أن الحلقة التي أدت إلى الجدل، تتعلق بحلقات قدمها الكوميدي الأمريكي حسن منهاج، وسخر في واحدة منها من الرواية السعودية الرسمية لما حدث في الثاني من أكتوبر في القنصلية السعودية في اسطنبول، حيث قتل الصحفي جمال خاشقجي، وتننقد أيضا من دور ولي العهد محمد بن سلمان في اليمن. ويستدرك إقبال بأنه “رغم حذف الحلقة، إلا أن الشركة قالت دون حياء: (ندعم وبقوة الحرية الفنية حول العالم)، وهي كلمات للتملص بعدما خنعت لنظام لا يتحمل مزاحا”. ويعلق الكاتب قائلا، إن “القوانين التي استخدمت ضد (نيتفليكس) ومنعها من بث الحلقة، هي ذاتها التي تستخدم لسجن السياسيين وناشطي حقوق الإنسان بسبب انتقادهم الحكومة، فقد مات خاشقجي لأنه تجرأ على مناقشة حالة حرية التعبير، ما جعل له أعداء كثيرين في السعودية، وفي الأشهر التي سبقت مقتله صنفت منظمة (صحفيون بلا حدود) السعودية في المرتبة ال 169 من بين 180 في مجال حرية الصحافة”. ويقول إقبال إن “(نيتفليكس) كان يمكنها أن تقف أمام السعودية، لكنها قررت المضي في الطريق السهل، وخشيت من إغلاق السعودية خدماتها كلها لو لم تستجب للطلب، وهو ما يطرح أسئلة أخلاقية حول شركات التكنولوجيا العملاقة”. ويلفت الكاتب إلى أن “نيتفليكس” تواجه منافسة شديدة من شركات مماثلة، مثل “أمازون” و”أبل” و”ديزني” في خدمات البث التلفازي المباشر، منوها إلى أن هناك إشارات إلى أن المشتركين في الولاياتالمتحدة وأوروبا وصلوا للذروة، ما يدفع شركات التكنولوجيا للبحث عن زبائن جدد في الأسواق الناشئة في الشرق الأوسط وآسيا. ويبين إقبال أن “هذه أجزاء من العالم لا تظهر حماسا للحرية والديمقراطية الغربية، وهذا يجعل من موقف الشركة ضد الرقابة مهما، وهي تقوم بتوسيع أسواقها هناك”. ويختم الكاتب مقاله بالقول، إن “استسلام (نيتفليكس) للسعودية هو منحدر زلق، وسيفتح الباب أمام أي نظام مستبد لمطالبة الشركات الغربية بالالتزام بنظام رقابة صارم، فالهدف الرئيسي من البث الحي للبرامج الكوميدية في أماكن مثل السعودية، هو الكشف عن حرية المواطنين في الديمقراطيات، وكان على (نيتفليكس) إخبار السعوديين إلى أين يذهبون”.