قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، إن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز يواصل حماية ابنه الذي تتهمه وكالة المخابرات المركزية الأميركية برعاية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، وذلك بعد ارتفاع أصوات داخل العائلة الحاكمة السعودية تعبر عن امتعاضها من ولي العهد محمد بن سلمان. وكشف الصحفي جورج مالبرونو، في بداية تقريره عن الموضوع، أن على أولئك الذين يشككون في دعم الملك لابنه المفضل أن يستمعوا لما قاله في أول خطاب له بعد مقتل خاشقجي بالقنصلية السعودية بإسطنبول يوم الثاني من أكتوبر الماضي. ولفت مالبرونو إلى إشادة الملك سلمان يوم الإثنين الماضي أمام مجلس الشورى بالإصلاحات التي بدأها محمد بن سلمان ممتدحا بالذات برنامج الإصلاح الاقتصادي لابنه الرامي إلى خلق فرص عمل وإخراج البلد من الاعتماد الكلي على الموارد النفطية، مما يعني أنه لم يتخل عنه قيد أنملة، على حد تعبير مالبرونو. وقال الكاتب إن هذا يتعارض مع ما أشيع في الأسابيع الأخيرة من احتمال إبعاد الملك لولي العهد، إذ نقلت وكالة رويترز عن مصادر قريبة من العائلة المالكة قولها إن عشرات من الأمراء وأبناء عمومة ولي العهد من آل سعود قد ينشطون لمنع حصول محمد بن سلمان سدة العرش. لكن هؤلاء الأمراء أنفسهم، حسب مالبرونو، يعترفون بأنهم لم يكونوا ليتصرفوا ما دام الملك البالغ من العمر 82 عاما لم يسمح بذلك، ولفت الكاتب إلى أن هؤلاء الأمراء المناهضين لولي العهد كانوا يلعبون بورقة الأمير أحمد، الأخ الأصغر لسلمان والذي عاد للتو من شبه معارضة في لندن. ونقل مالبرونو في هذا الصدد عن خبير فرنسي قوله إن إحدى الخيارات المطروحة هي أن يتولى محمد بن سلمان الشؤون الداخلية والمجتمعية والاقتصادية، في حين يتولى شقيقه خالد بن سلمان، السفير السابق لدى الولاياتالمتحدة، الشؤون الخارجية. وأضاف مالبرونو أن خطاب الملك سلمان يستشف منه مثل هذا التوجه، إذ أثنى على إصلاحات ابنه الداخلية، في حين نأى بنفسه عنه في الملفات الخارجية وخصوصا حرب اليمن والصراع العربي الإسرائيلي، وأورد في هذا الصدد مطالبة الملك لابنه ب”التركيز على تنمية الموارد البشرية وإعداد الشباب لوظائف الغد”. وقال الكاتب إن دعم الملك لسلطات ولي العهد داخليا تجسد في جولتين قام بهما مؤخرا في محافظات عدة داخل المملكة برفقة ابنه، وهي جولات لم يسبق لها مثيل منذ اعتلائه العرش عام 2015، حسب الكاتب. ورأى مالبرونو في نشاطات الملك الأخيرة عودة إلى وسائل الحكم التقليدية، خصوصا أنه، أي الملك سلمان، خبير كبير في النسيج الاجتماعي لمملكته، مما يعد ابتعادا عن الخرجات العنيفة لمحمد بن سلمان وفريقه من المستشارين الأميركيين.