كشفت دراسة جديدة أن شرايين المراهقين في عمر 17 عاما، والذين يتعاطون الكحول أو الدخان، أكثر صلابة، مقارنة بأولئك الذين يمتنعون عن التدخين، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية. وقال الخبر الذي ترجمته "عربي21″، إن الأبحاث التي أجريت على كبار السن سابقا أظهرت أن تصلب الشرايين يرتبط بأمراض القلب والدورة الدموية وزيادة خطر حدوث حالات مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية. وبينما ساد اعتقاد لدى الناس بأن شرايينهم تزداد صلابة مع تقدمهم في العمر، إلا أنه من المعروف أن مجموعة من السلوكيات مرتبطة بالتأثير في ذلك، بما في ذلك تدخين السجائر وشرب الخمر المفرط. وقال "جون دينفيلد"، أستاذ طب القلب في جامعة كوليدج لندن، والمشارك في تأليف الدراسة: "هذا النوع من نمط الشرب المفرط شائع في الشباب، وإن كان التدخين خفيفا؛ لذا فإن هذا ينطبق على سلوك العديد من الشباب في الطبقة المتوسطة هذه الأيام". وتابع: "إن الكحول سيئة بالنسبة لك، وحتى لو كانت بكميات قليلة". وأوضح فريق من الباحثين من المملكة المتحدة والسويد في دورية القلب الأوروبية، كيف أنهم وجدوا هذه الصلة بين التدخين والكحول وبين تصلب الشرايين، من خلال دراسة طويلة الأجل تُعرف باسم دراسة Avon الطولية للوالدين والأطفال. وتم في الدراسة سؤال 1266 مراهقا في عمر17 عاما حول كمية السجائر التي يدخنونها أو كؤوس الخمر التي يشربونها، وتم تقييم صلابة الشرايين باستخدام جهاز غير جراحي، وقدم حوالي 1100 مراهق معلومات عن عادات الشرب. في حين أن البيانات عن الشرب في سن 13 و15 كانت متاحة أيضا لما يزيد قليلا على 1000 من المراهقين، مع وجود بيانات مماثلة عن عادات التدخين من سن 13 ل661 مشاركا. وتكشف النتائج أنه في عمر 17 سنة، كان 23.8% من المشاركين مدخنين، وفي هذه الأثناء، شرب أكثر من ثلاثة أرباع المراهقين ما بين ثلاثة وتسعة مشروبات كحولية في يوم نموذجي، حيث كانوا يستهلكون الكحول، وقال أكثر من 10% إنهم شربوا أكثر من ذلك. ووجد الفريق أن الأطفال الذين يبلغون من العمر 17 عامًا، الذين يدخنون حاليًا، لديهم شرايين أكثر صلابة من أولئك الذين لم يدخنوا، في حين أن أولئك الذين كانوا يدخنون 100 سيجارة أو أكثر في حياتهم لديهم شرايين أكثر صلابة من أولئك الذين كانوا يدخنون أقل من 20. ووجد أيضا أن المراهقين الذين كانوا يدخنون وأقلعوا كانت نسبة صلابة شرايينهم النسبة ذاتها لشرايين غير المدخنين، ما يعني أن الإقلاع عن التدخين يعيد الشرايين لحالتها الطبيعية. ووجد الباحثون انعدام صلة بين تصلب الشرايين والشيخوخة التي بدأ بها الشرب، أو مدى تواتر شرب الأفراد، ومع ذلك فإن أولئك الذين شاركوا في شرب كميات عالية الكثافة قد تصلبت الشرايين لديهم، حتى بعد أخذ عوامل مثل مؤشر كتلة الجسم ومستويات الكوليسترول في الاعتبار. وقال "دينفيلد": "كان المدخنون يشربون ويشربون، وكان التأثير على شرايينهم أكبر مما لو كانوا يدخنون فقط". وأكد الخبر على أن الدراسة كانت تحتوي على قيود، بما في ذلك أن البيانات تستند إلى تقرير ذاتي من المراهقين، والتي يمكن أن تكون غير دقيقة، ويمكن للدراسة أن تكشف الروابط فقط، بدلا من أن تُنسب السبب. وبما أن الدراسة لم تبدأ إلا في عام 1991، فإنه ليس من الواضح ما إذا كان تصلب الشرايين سيؤثر على مدى مخاطر تعرض المراهقين لمشاكل القلب والأوعية الدموية في المستقبل. وقال الدكتور "هنري بوردمان"، استشاري أمراض القلب بمستشفى جامعة ميلتون كينز، وهو غير مشارك في الدراسة: "على الرغم من أن مستويات تصلب الشرايين الموجودة في المراهقين ليست خطيرة، فإن الاتجاهات التي تم الكشف عنها مهمة". وتابع: "تخبرنا النتائج أنه لا يوجد عمر آمن للحصول على هذه العادات السيئة، مثل الإفراط في شرب الخمر، والتدخين، ولكن هناك بعض البيانات من هذه الدراسة التي تقول إنك إذا توقفت عن التدخين، فإن هذه التغييرات ستختفي". وختم حديثه بالقول: "تظهر نتائج هذه الدراسة أيضا أن هذه التغييرات الصحية السيئة نتيجة للتدخين وشرب الخمر المفرط، تبدأ في وقت متقدم من العمر، بعكس ما كان يعتقد سابقا".