قال الكاتب والمحلل إيشان ثارور في مقال له على صحيفة "واشنطن بوست"، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان قبل عدة أشهر محل حفاوة في كل العواصم الغربية، حيث قام بجولة دولية مكثفة، قابل فيها السياسيين ورجال الأعمال ونجوم السينما والإعلام، كجزء من محاولاته التسويق لرؤيته 2030، الهادفة لنقل المملكة من عصر النفط إلى عصر التنويع الاقتصادي. وكشف الكاتب أن الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين السعودية وكندا تكشف عن "هشاشة" كلام ولي العهد، مشيرا إلى أن سبب الشجار الذي أدى إلى طرد السفير الكندي، واستدعاء السفير السعودي من أوتاوا، وتعليق العلاقات التجارية كلها، هو أن كندا اشتكت من اعتقال ناشطات حقوقيات، بينهن سمر بدوي، شقيقة المدون رائف بدوي. وأوضح ثارور إلى أن السعودية انفجرت على ما جاء في تعليقات وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريدلاند، باعتبارها تدخلا صارخا في الشؤون الداخلية، مشيرا إلى أن الإجراءات العقابية شملت وقف الرحلات الجوية للطيران السعودي، واستدعاء المبعوثين إلى الجامعات الكندية. ويذكر الكاتب أن خلف المشاجرة هناك صفقة السلاح الموقعة عام 2014 مع الحكومة المحافظة، التي هزمها حزب جاستين ترودو الليبرالي، الذي حافظ على الصفقة رغم النقد الإعلامي وموقف الرأي العام الرافض لها. واشارت الصحيفة إلى أن علي الشهابي الذي يدير مركز أبحاث في واشنطن، دافع عن رد الأمير ابن سلمان، قائلا إن ولي العهد مضطر للرد على المواقف الغربية، خاصة أنه يدير عملية إصلاح حساسة، ولا يريد نقدا خارجيا يجعل من العملية أكثر صعوبة. وبحسب ثارور فإن "هذه الخطوة هي تعبير عن أسلوب الأمير المتشدد، فهو وإن قاد سلسلة من الإصلاحات، إلا أنها أرفقت بموجات من القمع واعتقال الدعاة المشهورين والمطالبات بحقوق المرأة، في رسالة واضحة مفادها بأن الإصلاح لا يشمل التسامح مع التعبير السياسي".