اعتقلت السلطات السعودية، يوم أمس الخميس، الداعية و المفكر الإسلامي سفر الحوالي، و ثلاثة من أبنائه واقتادتهم إلى جهة غير معلومة. وقال نشطاء سعوديون، من بينهم حساب "معتقلي الرأي"، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": إنه "تأكد لنا اعتقال الباحث والمفكر الشيخ سفر الحوالي واثنين من أبنائه، هما "عبد الرحمن" و "عبد الله"، بعد أيام قليلة من إصداره كتاب (المسلمون والحضارة الغربية) الذي وجَّه فيه النصح لآل سعود وهيئة العلماء"، قبل أن يعلن اعتقال ولده الثالث . و أضاف حساب "معتقلي الرأي"، في تغريدة أخرى، أن "اعتقال الشيخ سفر الحوالي تصعيد خطير، و يكشف أمام الرأي العام الحقيقة الخفية للسلطات السعودية، التي لم تكترث قَط لسنّه ولا لمرضه وإصابته بالجلطة الدماغية، فاعتقلته بطريقة سيئة بعد دهم منزله وتقييده!". وأكد نفس الحساب أن الاعتقال جاء "بسبب كشفه لحجم الانتهاكات التي تمارسها تلك السلطات في سياساتها الداخلية والخارجية، ليكون السجن ثمناً للنصائح التي ذيّل بها الشيخ كتابه". يشار إلى أن الداعية الحوالي (68 عاماً)، قد نشر كتاباً بعنوان "المسلمون والحضارة الغربية"، تحدث فيه عن المليارات التي أنفقتها السعودية ودول الخليج على الولاياتالمتحدة خلال زيارة دونالد ترامب الرياض منتصف عام 2017،بعد أن أثار هذا الكتاب حفيظة السلطات السعودية، حيث هاجم الداعية "الحوالي" فيه سياسات الحكومة السعودية، التي "تنفق" المليارات على الغرب، الذين بدورهم يحاربون المسلمين. و في الكتاب ذاته، وصف "الحوالي" دولة الإمارات بأن كفيلها هو الولاياتالمتحدة، وأنها مستعدة لتحقيق مطالب اليهود، وقال أيضاً: "ولا أظن أحداً من المراقبين السياسيين، أو من أهل النظرة الثاقبة، يشك في أن السيسي والإمارات و محمود عباس خاضعون بشكل ما لأمريكا، وكذا أكثر الحكام". و استنكرت وكالة "هيومن رايتس ووتش" حملة الاعتقالات التي تقوم بها السلطات السعودية ضد عدد من الدعاة و قادة الرأي و الناشطين، و هو ما كان قد كشفه حساب "معتقلي الرأي" ثم أكدته الحكومة السعودية. وتقول مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة الدولية، سارة ليا ويتسن، إن جهود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإصلاح الاقتصاد والمجتمع في السعودية "لا بد أن تفشل إذا كان نظام العدالة يحتقر سيادة القانون عبر الاعتقالات والعقوبات التعسفية".