شهدت أساليب المقاومة الفلسطينية تطورا كبيرا بعد الإفراط الإسرائيلي في العنف الموجه للشعب الفلسطيني، إذ طورت أساليبها وابتكرت أخرى جديدة لتكون ندا لقوات جيش الاحتلال. ونظرا لتراجع تراجع خيار المقاومة المسلحة لظروف معينة، أصبح الشعب الفلسطيني يبتكر باستمرار وسائلهم الخاصة في مقاومة جيش الاحتلال الصهيوني. وبدءا من الحجارة والقنابيل المتفجرة ومرورا من الزجاجات الحارقة والسكاكين وغيره من الأساليب التي ابتكرها الفلسطينيون لمواجهة الاحتلال الصهيوني؛ ابتكر غزيون أساليب أخرى جديدة خلال مسيرة العودة الكبرى. ومن بين هذه الأساليب؛ طائرات ورقية محملة بزجاجات حارقة يرميها المقاومون على الأحراش والأراضي الزراعية التي يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي شرق قطاع غزة؛ بهدف حرقها. وبالفعل نجحت طائرة ورقية، بحر الأسبوع الجاري في حرق أراض زراعية في محيط "كيبوتس بئيري الإسرائيلي" الواقع على بعد سبعة كيلومترات من مخيم البريج في المنطقة الوسطى من غزة، وهو ما زرع الرعب في نفوس المستوطنين. وإلى جانب الطائرات الورقية، أطلق مقاومون حملة قص السلك، وهي الحملة التي تهدف إلى إزالة مختلف الأسلاك الشائكة والزائدة التي نصبها جيش الاحتلال الصهيوني بغزة، وبيعها بعد ذلك في سوق الخردة بالقطاع. ووجهت وحدة قص السلك في قطاع غزة دعوتها لمختلف السباب بالمساهمة في عملية قص محتلف الأسلاك بالقطاع، مشددين في الوقت ذاته على ضرورة الحفاظ على سلمية المسيرة. كما لجأ الفلسطينيون إلى جمع إطارات السيارات وحرقها وهو ما أطلقوا عليه اسم "جمعة الكوشوك"؛ بهدف كسر الحصار الإسرائيلي والتأكيد على الحق الفلسطيني بالعودة إلى الأراضي المحتلة عام 1948. ونجح الشبان الفلسطينيون في جمع آلاف إطارات السيارات وحرقها، حيث كشفت وسائل إعلام صهيونية أن سحابة ضخمة من الدخان حجبت رؤية قوات الجيش عن المتظاهرين. وبالموازاة مع ذلك أطلق مقاومون نداءات لجمع المرايا، بهدف استخدامها في عكس أشعة الشمس باتجاه جنود الاحتلال للتأثير على رؤيتهم ومنع استهدافهم للمتظاهرين. وكان تقرير ل"روسيا اليوم"، كشف أن الفلسطينيين استخدموا أكثر من 300 طريقة مبتكرة غير تقليدية في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي. ومنذ 30 مارس الماضي يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة اعتصامهم السلمي قرب السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار المقرر تواصلها حتى 15 مايو المقبل.