لا تزال عائلات المغاربة المحتجزين بليبيا تصارع الزمن من أجل إرجاع فلذات أكبادهم إلى أرض الوطن، حيث طالبت ولا تزال تطالب منذ خمسة أشهر وزارة الخارجية بالتحرك وتحرير المحتجزين بالبلد المذكور. السيدة "فتيحة" والدة "منير حسون" أحد المحتجزين بسجن زوارة بليبيا أكدت في اتصال هاتفي مع "نون بريس"، أن ابنها يعيش بمعية أزيد من 60 مغربيا أوضاعا مزرية داخل السجن الليبي المتواجد بالقرب من الحدود التونسية. وأوضحت والدة "منير" التي تقطن بخريبكة أنه تم احتجاز ابنها منذ شهر ونصف مع العشرات من المغاربة ضمنهم نساء وأطفال بعد فشلهم في العبور نحو إيطاليا، حيث تتم معاملتهم بطريقة يغيب فيها الجانب الإنساني، ناهيك عن تجويعهم وعدم تقديم خدمات طبية، بالإضافة إلى غياب النظافة. وأضافت السيدة "فتيحة" أن شابا جزائريا كان ضمن المحتجزين والذي تم تحريره بعد تدخل سفارته، اتصل بها هاتفيا وأخبرها عن حالة ابنها والبقية، ودعاها إلى إنقاذ فلذة كبدها الذي يعاني ويستغيث من أجل تحريره من السجن. وأشارت والدة الشاب البالغ من العمر 26 سنة أنها نظمت رفقة عائلات المحتجزين وقفات احتجاجية أمام مقر وزارة الخارجية بالرباط للمطالبة بالتعجيل في ترحيل أبنائهم، غير أنهم لم يتلقوا أي جواب شافٍ، وفي كل مرة يعودون فيها يجدون أذانا "صماء". واستنكرت أم الشاب الطريقة التي يُعاملون بها من قبل المسؤولين بوزارة الخارجية الذين لم يتكبدوا عناء التواصل معهم، مستغربة في الوقت ذاته سكوت الوزارة المعنية عن اتخاذ أي إجراء من شأنه تحرير المحتجزين كما فعلت نظيرتها التونسية والجزائرية التي لبّت نداء مواطنيها وسارعت إلى إنقاذهم عكس سفارة المغرب. وبحسرة على "منير" وباقي المغاربة الذين احتُجزوا قبله بخمسة أشهر، أكدت السيدة "فتيحة" أن ابنها "يموت" وعلى السفارة المغربية بليبيا التحرك وتحرير المعتقلين كما فعلت قبلا مع دفعات من المغاربة الذين رُحلوا إلى أرض الوطن قبل أشهر. كما ناشدت الملك محمد السادس بالتدخل في القضية.