أجرى اليوم وفد مغربي بقيادة وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة لقاء مع المبعوث الأممي للصحراء المغربية هورست كوهلر، بالعاصمة البرتغاليةلشبونة، والذي عرف مناقشات ثنائية تهم ملف الصحراء المغربية، بعد دعوة وجهها المبعوث الشخصي. وقال عبد الفتاح الفاتيحي الخبير في شؤون الصحراء، إن الأجواء غير مريحة لقيام مفاوضات يمكن أن تقود إلى حل، وأن هذا الاجتماع يأتي في إطار المشاورات لنهاية ولاية نواكشط لأبريل المقبل، ولذلك فمسألة البحث عن حلول متوافقة غير ممكنة، بالنظر لموقف جبهة البوليساريو وتهديداتها المستمرة لتحويل منطقة الساحل والصحراء إلى فضاء عسكري؛ لأن الجبهة دائما تهدد بالسلاح ضد المغرب، كما لم تلتزم بالقرار الأخير لسحب قواتها ومليشياتها من منطقة الكركرات . وأكد الفاتيحي أن السياق العام غير مواتٍ مطلقا للدخول في مفاوضات منتجة للحوار ولتفاهمات السياسية حول قضية الصحراء ، خاصة في ظل وجود قرار لمحكمة العدل الأوربية والتي تحاول الجبهة توظيفه في النقاش ، مما يعطي إمكانية بأن البوليساريو لا يمكنها أن تتحلحل عن مواقفها فهي لا زالت ملتزمة بالموقف المدعوم جزائريا . وأوضح الخبير في شؤون الصحراء، أنه كي يكون هناك تفاوض يجب أن يكون حوار وسط ، والذي يبدو من الصعب في الوقت الذي لازالت الجبهة تتحدث عن الإنفصال وعن الإستقلال، وبالتالي فهذا منافي للطرح المغربي. مشددا على أن الوفد الذي يقوده بوريطة يجب أن يهتم أساسا بتسليط الأضواء على مقترح الحكم الذاتي المدعوم بتوصيات من الأممالمتحدة وقرارات مجلس الأمن منذ 2007. وأضاف الفاتيحي أن المغرب يمارس ممارسة ديمقراطية منذ استعادة هذه المنطقة بالانتخابات التي يحضرها مراقبون دوليون والذين يشهدون بنزاهتها ، فإذا ما كانت هناك من تمثيلية فيجب أن يكون الاستماع إلى ممثل الأقاليم و الساكنة الجنوبية ، وهو الشيء الذي جعل الوفد المغربي يتكون من رئيس جهة الداخلة ورئيس جهة العيون، وبأن المغرب لن ينزاح عن مقترح الحكم الذاتي رغم ما تحاول جبهة البوليساريو أن تعيد الوهج الحكم التفاوضي عن طريق الحكم لمحكمة العدل الأوربية. ويرى الفاتيحي أن سبب اختيار لشبونة كمكان للمفاوضات بين المغرب و المبعوث الأممي للأمم المتحدة له عدة اعتبارات من بينها، العلاقة الجيدة التي تجمع بين المغرب والبرتغال، و بفعل الفضاء الجغرافي الأقرب إلى المنطقة والذي يكون أكثر تفاهما للأبعاد جيوسياسية للمغرب ، وبحكم أن جل حوارات الصحراويين تكون هي البرتغال بإعتبارها بلدا محايدا وباعتبارها هي الأقرب ، حيث كانت لشبونة تعقد عدة جولات في ايطار المشاريع الثقافية التي كانت تشرف عليها الأممالمتحدة بما يدل على أن الأمم كانت من الأماكن الجيدة.