كشفت يومية "المساء" أن منفذ عملية القتل، التي استهدفت رواد مقهى "لاكريم"، أفرغ رصاصات مسدسه، التي قدرت بحوالي 12 رصاصة، في محاولة منه لتصفية "الهدف" داخل المقهى بمراكش. وأوضحت مصادر "المساء" أن منفذ العملية أطلق حوالي 10 رصاصات على الضحايا، مشيرة إلى أنه حاول إفراغ المسدس بالكامل، سعيا منه إلى تنفيذ جريمته بشكل دقيق. وحسب معلومات الصحيفة، فقد اعترف المتهم ببعض المعطيات والوقائع، التي من شأنها أن تكشف فصولا وتزيل اللثام عن حقائق في القضية. وتشير المعطيات إلى أن المتهمين ولجا المغرب قبل أسبوع تقريبا على تنفيذ الجريمة، وكانا يقطنان بفندقين أحدهما يوجد قبالة المقهى مسرح الجريمة، وأنهما رصدا في أربع مناسبات داخل هذا المحل العمومي وفي محيطه، فضلا عن أن أحدهما حاول الفرار عند توقيفه من طرف مصالح الأمن الوطني. ومما طوق المتهم خلال التحقيقات أنه خلال إجراءات عرض المشتبه فيهما على الشهود، تعرفوا عليهما انطلاقا من مجموعة من العلامات التشخيصية، التي تميزهما، خصوصا ضفيرة الشعر والهيئة الجسمانية، كما مكنت التحريات الميدانية من رصد توقف السيارة، التي كانا يؤجرانها لأكثر من أربع ساعات بالقرب من مكان إضرام النار، قبل أن تتحرك من مكانها بعد ارتكاب الجريمة بوقت وجيز، وهو المعطى، الذي أكده شاهد عيان حين أوضح أنه رصد المشتبه فيهما بالقرب من مكان إضرام النار. أما بخصوص عمليات التفتيش وتحليل الآثار التكنولوجية بحاسوب محمول في ملكية أحد المشتبه فيهما، فقد تم رصد اهتمامه بالأسلحة النارية الفردية، بحيث قام بعدة أبحاث في شبكة الإنترنت عن نوع محدد من الأسلحة الفردية. هذا وقد نقل أحد المتهمين الهولنديين المتورط في تنفيذ عملية قتل "مافيوزية" داخل مقهى "لاكريم" بمراكش، وسط حراسة أمنية مشددة، صوب غرفة الجنايات، حيث استمع إليه قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف في محضر رسمي، صباح أول أمس الأربعاء، في إطار التحقيق التفصيلي، الذي من شأنه أن يكشف عن معطيات وتفاصيل مثيرة في القضية. وأفادت مصادر عليمة أن المصالح الأمنية وموظفي المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج نقلوا المواطن الهولندي "غابرييل إدوين"، المتهم بإطلاق النار على رواد مقهى "لاكريم" بمراكش، صباح أول أمس الأربعاء، من سجن "الوداية" صوب محكمة الاستئناف بمراكش، إذ تم عرضه على قاضي التحقيق، بالغرفة الثالثة، الذي قرر الاستماع تفصيليا للمتهم الأول، قبل أن يتم الاستماع للمتهم الثاني. وعمدت المصالح الأمنية، وقبل نقل المتهم في القضية التي استأثرت بمتابعة للرأي العام الوطني، إلى تطويق جنبات المحكمة، وتشديد الإجراءات الأمنية، قبيل ساعة تقريبا من نقل المتهم المزداد في 26 شتنبر 1993، والذي يقطن بالعاصمة الهولندية أمستردام. وأظهرت التحقيقات القضائية، خلال المرحلة التمهيدية والتفصيلية، أن للمشتبه فيهما سوابق قضائية عديدة، وارتباط مباشر بقضايا الاتجار الدولي في المخدرات والاختطاف واحتجاز الرهائن والمطالبة بفدية مالية، والسرقة بواسطة السلاح ومحاولة القتل العمد.