محمد بنبا – نبراس الشباب - الخامس والعشرون من يناير، يوم لم ولن ينساه أبناء أم الدنيا ماداموا أحياء، وها قد دقت الساعة لتذكرنا بمرور حول كامل على انتفاضة الشعب المصري العظيم، عام بالتمام والكمال من التضحية بالغالي والنفيس، فماذا تحقق؟، شهداء بالمئات زفوا إلى مثواهم الأخير، محاكمات مراطونية، وأخرى بكل استخفاف بإرادة الشعب انتهت بالحكم بالبراءة ليصيح الشعب ”اعتصام اعتصام … حتى الحكم بالإعدام”، اثنا عشر شهرا، لا زلنا نستحضر دماء شهداء الخامس والعشرين من يناير وحشود ميدان التحرير، شعاراتهم ، لافتاتهم ، وإبداعاتهم. من كان يفطن إلى يوم كهذا ؟، من كان يظن أن شعبا كهذا سيثور إلى حد إسقاط الرئيس؟. طبعا لا أحد إلا القليل، لكن بمشيئة الله وقدره ، أراد أن تكون سنة 2011 سنة تحرير كل الشعوب العربية من قيود حكام لطالما عثوا في الأرض فسادا ، وشاءت الأقدار أن تكون هذه السنة سنة بداية فترة عربية جديدة، يعيد فيها الشعب بناء دولته واختيار من يسيره ويمثل سموه. لا زلنا نتذكر لحظة سقوط الفرعون، ودموع الفرح لاستنشاق عبير الحرية والتخلص من براثين الجبر والظلم، وعاد إلى الشاشة، لكن ليس لإلقاء خطاب أو طلب اعتذار من الشعب، بل أطل علينا مستلقيا على سرير المرضى خلف قفص الاتهام، ليعتبر من شاء، وليتكبر ويتعنت من أبى حتى تريه الأيام القادمة ما غض عنه الطرف لقرون. والآن وجب أن نستحضر الطوابير الطوال أيام الانتخابات : أول انتخابات تعرف مشاركة عدد هائل من المواطنين بعد سقوط الطاغية. حلم وتحقق ، أشرقت شمسك يا مصر بعد سنين من الظلام والظلم، مازال أمامك المشوار طويلا، اقتلع الرأس المدبر ولا زال الطريق طويلا للتخلص من فلول النظام وإعادة بناء مجد مصر لبنة بعد أخرى، باتحاد كل القوى السياسية والفاعلة، فما خلفته قرون يصعب إصلاحه في سنة أو اثنين. شهداء فارقوا الحياة، شهداء يحق لمصر أن تتباهى وتفتخر بهم، وأن تبارك لمهم أيضا، فلا تحزني يا أم الشهيد وارفعوا رؤوسكم يا شباب مصر وافتخروا لكونكم ” مصريين ” ، لأنكم كنت قدوة يقتدى بها في التنظيم والتسيير وأبنتم عن معنى الشاب العربي وطموحه ، وعلمتم العالم كيف يكون الرجال، فحمدا لله على سلامتك يا مصر.