فاتح ماي في واد وما تدعو إليه جماعة العدل و الإحسان في واد آخر، والخلط بين الأمرين أشبه بالخلط بين الماء والزيت، و إبان تدخل التيار الأمازيغي في 24 أبريل بسبب عدم التناسق، وغياب أدنى القوى التي أشرنا إليها سابقا، والمواطن الورزازي الكادح، الذي يعيش على رزق ”الموقف”، يقول في صمته ،(دابا غير قولوا لينا شكون نتبعوا؟، واش الأمازيغ أولا المجلس للي نساحب أولا العدل والإحسان؟).. أو (دابا حنا تبعناكم ساعة درتوا لينا ” حنا هما لخرين”). الجزء الأول:
أيها الناس، إن مبدأ الثورة يقوم بالأساس على عدة قوى، نذكر من بينها، قوة الذات، وقوة الأفكار، و قوة المادة الثائرة. فالأولى تعني أن الشخص الذي فكر قبلا في الثورة هو قبل ذلك ذات متميزة عن غيرها، هذا التميز لا يأتي عبثا، وإنما بفرض الذات وإحساس الآخرين بأن هذه الذات هي البديل، وهذا لا يأتي بتنازل الذات عن هويتها ومحاولتها لتقمص شخصية الآخر، لماذا؟، لأن الشخوص الذين سوف يتم إقناعهم بأن الذات الماثلة أمامهم هي البديل، لن يتخدوها مثالا، لأنها اتخدت الآخر مثالا لها، وبالتالي فإن البديل في هذه الحالة هو الذات المتأثر بها، أو بعبارة أفصح لا يمكن لشخص ما إقناع آخر، وهو في الآن نفسه غير مقتنع بذاته، هذا هو بيت القصيد وهذا مناف لتيمة الإقناع . والثانية،على هذه الذات، إذا توفرت فيها القوة الأولى أن تكون حاملة لأفكار، تعتبر من طرف الذات المقتنعة مثالا، وهذا بدوره يستلزم دراسة ووقت طويلين، يستعصى على أي فكر أن يؤثر في فكر الذات المقتنعة -خاصة إذا كان معتقدا- إذا كان نابعا من غريب. أما القوة الثالثة، فتتمثل في العتاد الفكري والمادي، الأول، نخص به الفكر الذي يقوم على مبادئ وركائز تمثل القاعدة، والثاني نعني به الوسيلة، وغياب إحدى القوى الثلاث، يعني غيابها كلها، فإما أن تكون حاضرة بالمرة أو تغيب بالمرة، فالعلاقة بينها تكاملية وتأثيرية. فقوة الذات، تتمثل في تشبثها بهويتها وثقافتها وما إلى ذلك مما يؤسسها، وقوة الأفكار تكمن في مدى اقتناع الآخر بها، وقوة المادة تكمن في قوة إيصال أفكار الذات المقنعة، علاوة على هاته القوى، لابد من توفر الوعي والتواصل بين الذات المقنعة والآخر المقتنع. انطلاقا مما تقدم، عبرت( شبه) مسيرة 24 أبريل بورزازات على عدم توفرها على أدنى شرط من الشروط التي سلف ذكرها ، فمحاولة الأمازيغيين السيطرة على المسيرة وعدم قدرة مجلس دعم الحركة الشبابية على ضبط الأمور، يدل على عدم التواصل المحكم بين هيئات المجلس، وهذا يقلل طبعا من مكانته لدى الرأي العام الورزازي، كما يدل على ضعفه من ناحية القوة الأولى والثانية. أما انسحاب مجلس دعم الحركة الشبابية بهيئاته التالية، حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الحزب الاشتراكي الموحد، حزب النهج الديمقراطي، حزب المؤتمر الاتحادي، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، والهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب، وبقاء شيوخ العدل والإحسان ، إن دل على شيء ، فإنما يدل على شيء واحد، هو اختلاف الرؤى والخلفيات، وعدم التنسيق المحكم، أو بلغة أكثر بيانا، المواطن الورزازي الكادح، الذي يعيش على رزق ”الموقف”، سيقول في صمته ،(دابا غير قولوا لينا شكون نتبعوا؟، واش الأمازيغ أولا المجلس للي نساحب أولا العدل والإحسان؟).. أو (دابا حنا تبعناكم ساعة درتوا لينا “حنا هما لخرين”).
مواضيع سابقة للكاتب: حموا بن الشليح انفجار ديموغرافي وسط طوق التهميش .. والشباب في عنق الزجاجة يا شيوخ آل 20 فبراير… ماذا قدمتم للمغرب؟