كانت جائزة التصوير التي حازها عبد الصمد بداية التسعينات من ممثلين عن علامة “كوداك”، المحطة الرئيسية التي دفعته إلى تغيير الشعبة التي كان يتابع بها دراسته بالمراسلة في المعهد الفرنسي، حيث تحول من مهندس في تكييف الهواء إلى مصور تلفزيوني وسينمائي. يعتبر عبد الصمد بأن التجربة التي تمكن منها من خلال ممارسة التصوير الفوتوغرافي كان لها الدور الكبير في إتقانه لمجموعة من التقنيات، واطلاعه على عدد من المهارات والأسرار الخاصة بالتصوير والمرتبطة بالضوء والحركة. فكانت المحطة الثانية والمهمة في مسار عبد الصمد المهني، عمله في المكاتب الجهوية للقناة الثانية، حيث كانت فرصة الاطلاع عبر تكوينات مختلفة على العديد من مهن التلفزيون، إذ بجانب التصوير أوكلت له القناة في مكتبها بالصحراء مهمة التوضيب والمكساج والإرسال وتسيير المكتب الجهوي، وهو ما يعد لبنة أساسية في تكوينه كمصور متعدد الاختصاصات. يعتبر عبد الصمد الطعام صفة جندي الخفاء صفة معبرة إلى حد كبير، فكلمة جندي، لوحدها بالنسبة إليه غنية عن التعريف وتحمل في طياتها دلالات قوية أهمها ميزة التفاني في العمل، أما الصفة الأخرى وهي “الخفاء”، فتدل على أنه أحيانا قد يقوم الجندي بواجبه من دون أن يلقى التفاتة شكر أو اعتراف، كما أن هذا العمل أحيانا قد يكون مصدرا لأخطار عديدة، وهنا يذكر عبد الصمد أنه خلال تصويره لآخر حلقة من “الوجه الآخر” اضطر لقضاء أسبوعين بمعزل المصابين بأنفلونزا الخنازير بدون وقاية، لأن الكمامة الواقية تعوق النظر إلى شاشة الكاميرا. بالرغم من كل شيء لا يخفي عبد الصمد إعجابه بمهنته، وإن كان ما يحز في نفسه افتقاد هذه المهنة لإطار نقابي خاص يعتني بمشاكلها، وافتقادها للنقد البناء والاهتمام الذي يساعد المصور التلفزيوني على إنجاز مواد مصورة ترقى إلى مستوى التحديات الراهنة والمستقبلية. عبد الصمد الطعام يشتغل في القناة الثانية كمصور تلفزيوني متعدد الاختصاصات وإن كان يتوفر على عدد من الشواهد والتكوينات التي تساعده على إتقان عمله فهو مازال يتابع تكوينا بمعهد الصحافة، لإدراكه مدى أهمية التكوين المستمر، والاطلاع على أحدث التقنيات بالنسبة للمجال الإعلامي بكل المهن المرتبطة به. اهتمام عبد الصمد بمهن التلفزيون ليس غريبا إذا علمنا بأنه ينحدر من أسرة أغلب أبنائها اختاروا هذا المجال للعمل فيه. فشقيقته الكبرى كانت تعمل كمسؤولة عن القاعة التقنية المركزية للقناة الثانية، ومسؤولة سابقة عن إدارة الإنتاج ومسؤولة حاليا عن مديرية التكوين المستمر، كما أن شقيقته الصغرى تعتبر من المصممين الكبار في شركة كندية للألعاب الإلكترونية، وقد شاركت في تصميم لعبة أمير الفرس. عن: المصباح