انتهت فعاليات المهرجان المتوسطي للناظور في نسخته الثانية الذي نظم تحت شعار "الناظور في لقاء مع العالم"، رغم العديد من الإكراهات التي واجهت اللجنة المنظمة لهذا العرس الفني، والتي كادت أن تحرم ساكنة الناظور من نسخة ثانية لهذا المهرجان ويتكرر سيناريو الأنشطة الفنية والإشعاعية التي نظمت من قبل والتي لم ترى النور مرة ثانية واكتفت بنسخة أولى نظرا لاعتبارات عدة نحن في غنى عنها، باعتبار هذا التقرير سيتناول أهم المحطات واللحظات التي مرت منها النسخة الثانية من المهرجان المتوسطي بإيجابه وسلبه، بحلوه ومره، بفشله ونجاحه. فبعد إعلان الجمعية الإقليمية للمهرجان المتوسطي عن اختيار الكاتب والشاعر الأمازيغي المعروف جمال أزراغيد رئيسا للجمعية خلال انعقاد الجمع العام للجمعية، خلفا للفاعل الجمعوي أحمد المغنوجي الذي قدم استقالته لاحقا نظرا لظروف مهنية واكتفائه بمهام ثانوية داخل الجمعية رغم أن المتتبع لفعاليات النسخة الثانية من المهرجان المتوسطي ليلاحظ الغياب التام لهذا الرجل المعروف بحركيته وديناميته خصوصا في الأنشطة الفنية والإشعاعية، ولعل المهرجان الدولي لمسرح الطفل الذي ينظم ربيع كل سنة برعاية ملكية سامية، لخير دليل على عمل المغنوجي لتنمية المجال الفني والإبداعي بالإقليم. وبعد إعلان الجمعية عن تكليف شركة محلية لتسيير أطوار هذا المهرجان في نسخته الثانية، والمقصود هنا "مؤسسة كويك داون" التي يديرها المقاول الشاب يونس الشرفاوي، استبشر عديد المهتمين بنجاح هاته النسخة التي أريد لها أن تكون في مستوى تطلعات الساكنة وتتوفق في تقديم مادة فنية متميزة تضاهي أو تعادل نظيرتها الأولى، على اعتبار أن هاته الأخيرة لقيت نجاحا متميزا إن على المستوى التنظيمي أو على مستوى المواد الفنية التي قدمت خلالها. المدة والزمن الذي نظمت فيه هاته النسخة من المهرجان المتوسطي شكل هاجسا كبيرا سواء للجمعية الإقليمية أو للشركة المكلفة بالتنظيم، خاصة وأن ظروف الإعلان عن تنظيم هاته النسخة كانت غامضة للغاية بعد أن اتفقت العديد من وسائل الإعلام المحلية على أن هاته الدورة من المهرجان ستعرف الإلغاء كسابقاتها من المهرجانات والأنشطة الفنية التي انساقت لمنعرجات الفشل، فكان خبر تنظيم النسخة الثانية من المهرجان مفاجأة للمهتمين بالشأن الفني للمدينة باعتبارها سابقة في تاريخ المهرجانات الناظورية التي لم تعرف الاستمرارية، في حين كان الوقت يزاحم فريق العمل المكلف بإنجاح فعاليات المهرجان نظرا لتاريخ الإعلان عنه والتي سبقت افتتاحه بأسبوع فقط، بالإضافة الى تضارب الآراء في عمر ومدة هذا المهرجان، الى أن تم الاتفاق على تنظيم فعاليات النسخة الثانية من المهرجان المتوسطي خلال أربعة أيام امتدت من السابع من شهر شتنبر الجاري الى غاية العاشر منه. افتتاح أطوار المهرجان عرف جدلا واسعا خاصة فيما يخص العقود الإشهارية التي قامت بإرسالها الشركة المسؤولة عن تنظيم المهرجان للمواقع الإلكترونية لتقييم الكلفة الإجمالية للقيام بحملة إشهارية بالمواقع الإلكترونية، والتي اعتبرها بعض الزملاء الصحفيين بالناظور إهانة للجسم الصحفي ومهزلة وجب إيقاقها خاصة وأن شركة يونس الشرفاوي قامت بتصنيف المواقع الإلكترونية الى 3 أصناف، بالإضافة الى بيان مقاطعة المهرجان الذي أعلن فيه العديد من المثقفين والكتاب والأدباء المحليين مقاطعتهم لفعاليات هذا المهرجان لأسباب عدة كانت أهمها، إهدار المال العام والدفاع عن مكتسبات ومقومات الثقافة الأمازيغية، ثم تاريخ عقد الجمعية المتوسطية للمهرجان المتوسطي للقاء الصحفي مع رجال الإعلام والذي تزامن عشية افتتاح فعاليات المهرجان، فكان ذلك اللقاء فرصة للإعلاميين المحليين والوطنيين للإطلاع عن كثب وبشكل واضح وصريح على ظروف تنظيم هاته النسخة وكذا الغلاف المالي الذي رصد لهذا العرس الفني بالإضافة الى المبالغ التي ستصرف للفنانين الذين سيحيون سهرات المهرجان. وخلال هذا اللقاء، لاحظ العديد من الزملاء الصحفيين تهرب اللجنة المنظمة من الإجابة على الأرقام الرسمية لتكلفة إنجاح هذا المهرجان، اللهم المبلغ إعلانها عن المبلغ المرصود له والذي قدر بحوالي 400 مليون سنتيم، ليتبادر للأذهان سؤال مهم للغاية، هل هذا المبلغ المالي المهم الذي رصد للنسخة الثانية من المهرجان سيرقى الى مستوى تطلعات الساكنة التي تمني النفس بمتابعة مهرجان ذي جودة عالية سواء على المستويين الفني أو التنظيمي، أم أن قصر مدة الإعلان عن النسخة الثانية من المهرجان سيدخل إدارة المهرجان في عشوائية التسيير وتنظيم المهرجان من أجل التنظيم فقط؟ سؤال سنجيب عنه في الجزء الثاني من هذا التقرير الشامل لفعاليات النسخة الثانية من المهرجان المتوسطي.