يحتل تحديث البنيات التحتية الرياضية بإقليم الناضور مكانة محورية ضمن استراتيجيات الحكومة والهيئات المنتخبة الواعية بأهمية الرياضة في تربية وترقي الشباب والمواطنين على العموم. وتنبع هذه الأهمية أيضا من كون الرياضة كانت وما تزال محركا حقيقيا للتنمية المحلية، خصوصا وأن منطقة الناضور معروفة بحيوية شبابها وولعهم بالرياضة. مكتسبات ومشاريع في الأفق ووفق هذا المنظور، ركزت المندوبية الإقليمية للشباب والرياضة جهودها، بتعاون مع مختلف الشركاء، على تنويع العرض الرياضي من خلال تعزيز وإحداث البنيات التحتية الرياضية بالجماعات الحضرية والقروية والنهوض بالرياضات الجماهيرية وتهيئة وإحداث نوادي الشباب. وقد مكنت هذه الاستراتيجية، بالفعل، من تعزيز التجهيزات الأساسية الرياضية، خلال السنوات الأخيرة، عبر إنجاز وإحداث مجموعة من الفضاءات المخصصة لهواة الرياضة بمختلف أنواعها، حيث رأت النور مجموعة من ملاعب القرب والقاعات الرياضية متعددة التخصصات وملاعب كرة السلة وميادين ألعاب القوى، كما تم إحداث مجموعة من النوادي لفائدة الشباب والساكنة المحلية. ومن بين البنيات التحتية التي تعد مصدر اعتزاز رياضيي المدينة، القاعة متعددة التخصصات التي تسع لثلاثة آلاف مقعد، وهي المنشأة التي أنجزت وفق المعايير الدولية المعتمدة في هذا المجال، وتشكل واحدة من أجمل القاعات الموجودة بالمملكة. ومنذ تدشينها سنة 2006 من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، استضافت القاعة عدة ملتقيات رياضية كبرى، فضلا عن التظاهرات الفنية التي تحتضنها مدينة الناضور. كما رأت قاعة ثانية، من الصنف ذاته، النور بمدينة زايو، تبلغ طاقتها الاستيعابية 1500 مقعدا، أنجزت بغلاف إجمالي قدره 4ر9 مليون درهم وتتوفر على جميع المرافق الضرورية. وتعكس هذه المنجزات الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك لتطوير الرياضة من جهة، ولتعزيز البنيات التحتية بمختلف مدن وجهات المملكة من جهة أخرى. وأكد المندوب الإقليمي للشباب والرياضة السيد أحمد قيسامي أنه تمت تعبئة غلاف مالي بملايين الدراهم من أجل تمكين مختلف المراكز الحضرية من فضاءات للرياضة والترفيه، من بينها عدة ملاعب للقرب خاصة بكرة القدم، ومسابح، وملاعب كرة المضرب وحلبات لألعاب القوى. ومن أجل تعزيز هذه الجهود، أوضح السيد قيسامي أن برنامج تطوير البنيات التحتية بالإقليم 2010 / 2012 الموجود قيد الإنجاز، يروم بناء سبع قاعات مغطاة متعددة التخصصات، وستة مسابح، بالإضافة إلى مركب سوسيو-تربوي، مشيرا إلى أن 10 فضاءات رياضية من مختلف الفئات توجد قيد الإنجاز. ولم يتم استثناء أية جماعة بإقليم الناضور من هذا البرنامج، إذ ستستفيد من المشاريع المسطرة فيه جماعات سلوان، والعروي، وازغنغان، وأركمان، والناضور، وبني نصار، وفرخانة، وراس الما، وزايو، وإحدادن، وبني بو يفرور. ملعب لكرة القدم، حلم الناضوريين وإذا كان مختلف الفاعلين يقرون بالمنجزات المهمة التي تحققت على مستوى البنيات التحتية الرياضية، فإن الرأي العام المحلي يتطلع إلى اليوم الذي ستتوفر فيه مدينة الناضور على ملعب لكرة القدم جدير بحمل هذا الإسم، إذ من شأن هذا المشروع أن يدفع بالممارسة الرياضية بالإقليم ويحسن مردودية فرق المدينة والمنطقة. وأمام التحولات الكبيرة التي تشهدها مدينة الناضور على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية والرياضية، يعتبر العديد من المراقبين المحليين أن فكرة إنشاء ملعب لكرة القدم أصبحت تفرض نفسها بإلحاح، خصوصا وأن الرياضة صارت اليوم قطاعا منتجا واستهلاكيا ومدرا لفرص الشغل.