- في الوقت الذي توجه فيه مغاربة بالدعاء للعاهل المغربي محمد السادس بالشفاء بعد إصابته بوعكة صحية استدعت خضوعه لفترة نقاهة، وارتياحهم للإعلان عن مرضه على اعتبار أنه نوع من الشفافية، دعا صحفي مغربي المسئولين لإلغاء تقليد "تقبيل يد الملك"، لافتا إلى أن المرض الذي أصابه ينتقل أكثر عبر الأيادي الملوثة. واستثمر الكاتب الصحفي المغربي البارز رشيد نيني الوعكة التي ألمت بالعاهل المغربي وطالب المسئولين في عمود نشرته صحيفة المساء المغربية في عددها الصادر الجمعة 28-8-2009 بإلغاء تقليد تقبيل يد الملك. ورأى نيني "أن هذا المعطى الطبي والعلمي يجب أن يكون كافيا بالنسبة إلى القيمين على البروتوكول الملكي لكي يفكروا جديا في حذف تقبيل يد الملك من تفاصيل هذا البروتوكول"، خاصة أنه ينتقل أكثر عبر الأيادي الملوثة. ومن وقت لآخر تصدر في المغرب انتقادات غير مباشرة لعادة تقبيل يد الملك. وأعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة في بيان لها الأربعاء 26-8-2009 أن "الملك محمد السادس تعرض لالتهاب من نوع (روطا فيروس) مع أعراض في الجهاز الهضمي وحالة اجتفاف حاد تتطلب فترة نقاهة خمسة أيام". لكن البلاغ، الذي حمل توقيع الطبيب الخاص للملك محمد السادس عبد العزيز الماعوني، استطرد ليؤكد "أن الحالة الصحية للملك لا تدعو لأي قلق". ويسبب فيروس "روطا فيروس" الذي أصاب الملك التهابا معويا، يطلق عليه أيضا "إسهال الشتاء" و"إنفلونزا المعدة"، وهو مرض يتفاوت في خطورته من الاعتدال إلى الشدة، ويتميز بالتقيؤ والإسهال المائي وحمى منخفضة. "مؤشر إيجابي" وفي هذا السياق، اعتبر رشيد نيني أن "إخبار المغاربة بالحالة الصحية لملكهم مؤشر إيجابي على انفتاح مؤسسة القصر على المجتمع، ومرحلة جديدة من الانفتاح التي دشنها محمد السادس، وذلك على خلاف والده والذي عُرف بالتكتم الشديد في أموره الخاصة". وأضاف قائلا: "الملك عندما أعطى أوامره بإطلاع شعبه على العارض الصحي الذي أصيب به ونوع الفيروس الذي تعرض له وتحديد الأعراض التي ظهرت عليه بسبب هذا الفيروس أراد أن يوجه رسالة مفادها أنني أمرض وأتعافى، أغضب وأفرح، أتعب وأستريح، أتألم وأتلذذ، أنام وأصحو، أعمل وأستريح، آكل وأشرب وأتجول في الشوارع.. يعني أنني بشر مثلكم وأشعر بنفس ما تشعرون به من صحة وعافية وأتعرض للمرض كما يمكن أن تتعرضوا له". وشدد الكاتب المغربي في عموده الذي حمل عنوان "رب ضارة نافعة" على أن هذه الخطوة "إشارة سياسية على درجة كبيرة من الأهمية"، مقارنا بينها وبين حادث متابعة الصحفي المصري "إبراهيم عيسى" قضائيا قبل سنة عندما كتب يقول إن الرئيس حسني مبارك مريض. البلاغ الذي أصدرته وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة يعتبر الثاني من نوعه حول الحالة الصحية للملك محمد السادس، بعد بلاغ آخر أصدرته في فبراير 2008 نفت فيه شائعات عن ذهاب الملك لفرنسا من أجل العلاج، مؤكدة لحظتها أنه يتمتع بصحة جيدة وعافية تامة، وأن زيارته للعاصمة الفرنسية آنذاك كانت بقصد الراحة لا بقصد الاستشفاء. "اللهم اشف ملكنا" ومن جهتهم، خصص كثير من المغاربة جزءا من أدعيتهم ومناجاتهم للدعاء للعاهل المغربي بالشفاء عقب إصابته بالمرض الذي استدعى خضوعه لنقاهة تمتد خمسة أيام، ومن بين هذه الأدعية التي يرددونها في صلوات التراويح ويتناقلونها عبر الرسائل الهاتفية، وخلال تعليقاتهم داخل المنتديات "اللهم اشف ملكنا وجميع مرضى المسلمين".. "اللهم خفف ما نزل به واجعلها مغفرة".. "يا رب احفظنا في ملكنا محمد السادس".. "اللهم متعه بموفور الصحة والعافية كي يواصل بناء البلد". ويعود آخر نشاط رسمي للملك محمد السادس (46 عاما) إلى الجمعة 21 من الشهر الجاري، حيث ترأس حفل استقبال لعدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية بمناسبة الذكرى ال46 لميلاده، كما يأتي هذا الطارئ الصحي بعد شهر من احتفالات المغرب بالذكرى العاشرة لتولي العاهل المغربي محمد السادس مقاليد الحكم خلفا لوالده الملك الحسن الثاني يوم 23 يوليو 1999. إسلام أونلاين