وضعت المغنية الشعبية الحاجّة الحمداوية (94 سنة) بحسب ما أعلنت في ندوة صحافية، حدا لمسيرتها الغنائية بعد سنوات من الغناء. وتعدّ الحاجة الحمداوية من أوائل المغنيات المغربيات في فن "العيطة"، الذي ارتبطت به منذ ظهورها في الساحة الفنية، في الوقت الذي كان المجتمع المغربي المحافظ يتعامل الفن بتحفّظ وحذر و"يعيب" على النساء تجديدا ولوجه. وعاصرت الحاجة الحمداوية "الزمن الجميل" للأغنية المغربية في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وإن كانت مسيرتها الفنية قد شهدت في فترة لاحقة تعثرات بسبب ظروف صحية ومادّية صعبة عاشت خلالها "كابوسا" حقيقيا، بعدما صارت عاجزة عن تلبية أبسط الاحتياجات اليومية، من مسكن ومأكل ومشرب ودواء.. لكنها تجاوزت هذه المحنة بعد التفاتة من "جهات عليا"، جعلتها تحظى بالعناية اللازمة لتجاوز محنتها. وما زالت الأسباب التي جعلت الحمداوية، التي يخصّها المغاربة بحبهم واحترامهم، وهي التي عاصرت أكثر من جيل، هذا التوقيت لإعلان اعتزالها الفن، خصوصا أنها أصرّت على الإشارة إلى "الوباء الذي أنهك العالم"، خلال حديثها عن أنها "تعبت من الغناء". وأكدت الحمداوية، في الندوة الصحافية ذاتها، لأنها تتنازل عن موروثها الفني وريبيرتوارها الغنائي كاملا لكزينة عويطة، ابنة العدّاء العالمي سعيد عويطة، من خلال عقد لم تكشف تفاصيله. لكنْ لن يحقّ لأي فنان، بموجب هذا العقد، أداء أغاني الفنانة الحمداوية دون موافقة من الفنانة الصاعدة كزينة. وأبرزت الحاجة الحمداوية أنه تربطها علاقة خاصة بعائلة عويطة، الذي كان يحرص على زيارتها رفقة ابنته كزينة كل سنة وتتقاسم معهما أغاني "العيطة"، الذي اشتهرت به.