تعتبر كنيسة "سانتياغو ماتار مورو" الكائنة بشارع "مولاي الحسن بن المهدي" وسط مدينة الناظور، من أقدم الكنائس بشمال المغرب، وأبرز المعالم التاريخية بالمدينة، إذ يعود تاريخ تأسيسها إلى عهد الإستعمار الإسباني للمنطقة، بحيث تم تشييدها سنة 1916، وقد لعبت الكنيسة المذكورة إلى جانب دورها الديني، أدوارا هامة على المستوى الإنساني والإجتماعي والثقافي. وبخصوص المعطيات التاريخية للكنيسة الإسبانية المذكورة، أكد لنا المختصّ والباحث في تاريخ الريف، اليزيد دريوش، في تصريح هاتفي، أن التاريخ الحقيقي لتشييد ذات الكنيسة، يعود إلى سنة 1913 بالمكان الذي يتواجد فيه حاليا مركز "سيكوديل" وسط الناظور، قبل أن يتّم بحكم التوسع العمراني للمدينة، تحويلها وبناء الكنيسة ذاتها بمساحة أرضية أوسع، بمكانها الحالي وذلك سنة 1916. وتعدّ كنيسة "سانتياغو ماتار مورو" منذ تشييدها، رمزا للتعايش وحوار الحضارات والأديان، بحكم التوافد المستمر الذي شهدته الكنيسة، من قبل الإسبان القاطنين بمليلية وشخصيات هامة على مرّ التاريخ، وكانت تشهد طقوس القدّاس والصلوات. ويؤكد الأستاذ الباحث، اليزيد دريوش، أن أهم شخصية إرتبط إسمها بالكنيسة، هي الراهبة "كارمن" التي أسدت على مرّ عقود من الزمن، خدمات إنسانية وإجتماعية جليلة، لساكنة المنطقة ولمرضى المستشفى "الحسني" بالناظور أساسا، وهي إسبانية الجنسية من مواليد مدينة الناظور، قبل أن تختفي عن الأنظار منذ حوالي عشر سنوات، ويرجّح أنها قرّرت العودة إلى عائلتها بالديار الإسبانية، ويجهل إن كانت لاتزال على قيد الحياة. ويذكر، حسب إفادة الباحث، اليزيد دريوش، أن إقليمالناظور، كان يتوفر على مجموعة من الكنائس الإسبانية، خاصة بجماعة أزغنغان، التي تحوّلت إحداها إلى عمارة سكنية، قبالة محطة سيارات الأجرة الرابطة بين أزغنغان وجماعة إيكسان، إضافة إلى كنيسة "سان خوسي" بجماعة "إيكسان" التي تحوّلت إلى مسجد متواجد قبالة مدرسة "مولاي عبد العزيز"، وكنيسة "سان خوان" بمنطقة "سوطولازار" التي تحوّلت إلى بناية سكنية، وكنائس بكل من العروي وأركمان تم تحويلها لاحقا إلى بنايات خاصة بمراكز البريد. ملحوظة: الراهبة "كارمن" المشار إليها أعلاه، لا علاقة لها بمواطنتها "كارمن" الإسبانية التي كانت تشتغل ب"سينما الجديد" بأزغنغان، والتي تناول شخصيتها الفيلم الأمازيغي "أذيوس كارمن" للمخرج إبن المنطقة محمد أمين العمراوي.