أصبحت بريطانيا ابتداء من اليوم الجمعة 31 يناير، أول دولة تغادر الاتحاد الأوروبي لتنهي بذلك علاقة استمرت 47 عاما، في انفصال تاريخي سيحتفل به مناصرو بريكست فيما يثير مشاعر حزن لدى مؤيدي أوروبا. و يأتي هذا القرار بعد أكثر من ثلاث سنوات من الانقسامات والتقلبات بالمملكة المتحدة. وكان المجلس الأوروبي، قد صادق يوم أمس الخميس، وقبله البرلمان الأوروبي، على قرار انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد مرور ثلاث سنوات من المفاوضات وما خلفها من تقلبات أبرزها سقوط عدد من الحكومات البريطانية وتنظيم انتخابات مبكرة ناهيك عن النقاشات الحادة بالبرلمان البريطاني. وقال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة في الخارج، أنه بتاريخ اليوم لن يتكون هناك تواجد لبريطانيا في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي ينسحب على كل المؤسسات التي كانت تنتمي بما فيهم النواب الأوروبيين المنتمين للمملكة المتحدة برسم انتخابات ماي 2019، لكن مع تطبيق بريطانيا للقوانين الأوروبية. وأضاف''وجاءت مصادقة المجلس الأوربي على قرار الانسحاب تطبيقا للفصل50 من معاهدة لشبونة للاتحاد الأوربي.وستدخل كل من لندن ببروكسيل في مرحلة انتقالية جديدة ستكون إلى غاية31 دجنبر2020 قابلة للتجديد مرة واحدة‘‘. وتكمن أهمية المرحلة الانتقالية حسب بوصوف، اولا في إعطاء الفرصة للأفراد والشركات لاستئناس الوضعية الجديدة، وثانيا الدخول في سلسلة مفاوضات جديدة بين لندن ببروكسيل لحل ملفات تتعلق بحقوق المواطنين والملفات المالية واتفاقيات خاصة بايرلندا الشمالية وسكوتلاندا وجبل طارق. وبخصوص ملف مغاربة العالم، فإنه سيتأثر وفقا للأمين العام لمجلس الجالية، لكون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سينعكس على الطلبة المغاربة الذين كانوا يقصدون الجامعة البلد المذكور انطلاقا من الدول الاوروبية، وكذلك أصحاب الشركات واليد العاملة من أبناء المهجر. إلى ذلك، فلن يؤدي انسحاب بريطانيا إلى تغييرات كبرى ملموسة باستثناء العودة إلى جواز السفر الأزرق عوض الأحمر الأوروبي، وإغلاق وزارة بريكس التي لم يعد لها داع، ولكي يمر الانفصال بهدوء ستواصل المملكة المتحدة تطبيق القواعد الأوروبية خلال الفترة الانتقالية.