اُفتتح الدخول المدرسي بالمدرسة الجماعاتية الابتدائية بجماعة "حاسي بركان" بإقليمالناظور، في الخامس من شتنبر الماضي، في أجواء حماسية لا بالنسبة للتلاميذ ولا بالنسبة للأساتذة الأطر الإدارية بعد فترة راحة واستجمام في عطلتهم الصيفية، وذلك بالاستماع إلى النشيد الوطني وتسجيل اللوازم والمواد المدرسية، وسط دخول مدرسي متعثر وساخن بسبب إكتظاظ القسم الداخلي. وإثره اِضطرت مديرة المؤسسة، إلى رفض إيواء العشرات من التلاميذ الجدد بحكم نفاد الطاقة الاستعابية للقسم الداخلي الذي يتسع فقط ل120 تلميذا، في حين وصل عدد التلاميذ القاطنين خارج المركز الى 145 تلميذا دون احتساب التلاميذ الذين لم يستطيعوا الالتحاق بدراستهم لأسباب منها عدم تقبل الآباء والأمهات فكرة إقامة ومبيت أبنائهم بالقسم الداخلي خاصة الذين يدرسون بالمستوى الاول والثاني لصغر سنهم، فقد صرح أحد الآباء قائلا "كيف لإبني أن يبيت بالقسم الداخلي وهو لا زال يستعمل الحفاظات.. وبسبب أيضا العوز المادي لبعض الآباء..". نفاد الطاقة الاستعابية بالقسم الداخلي وغلق الفرعيات بدواوير الجماعة منذ افتتاح المدرسة الجماعاتية لسنوات وعدم قدرة الآباء على التنقل صحبة أبنائهم الذين تم رفضهم بالقسم الداخلي يوميا ذهابا و إيابا من و إلى منازلهم التي تبعد المؤسسة عنهم بالكيلومترات سواء لإلتزاماتهم العملية أو بسبب ارتفاع تكلفة مصاريف التنقل أو بسبب انعدام وسائل النقل بهذه الدواوير نتج عنه عدة لقاءات و احتجاجات مع المسؤولين بالجماعة للمطالبة لايجاد حل لهذه المشكلة أو مقاطعة الدراسة. مؤكدين على أن الحل الأنسب هو إعادة فتح الفرعيات المغلقة بالدواوير على الاقل في وجه تلاميذ المستوى الاول والثاني و الثالث للتخفيف على القسم الداخلي و كذا لتمكين التلميذ الطفل للمبيت في مسكنه و في أحضان والديه..لكن طلبهم قوبل بالرفض من طرف مديرية التعليم بإقليمالناظور لأنه لا يتماشى مع توجهات و فلسفة الوزارة المعنية بقطاع التعليم فيما يخص الاهداف المسطرة وراء بناء المدارس الجماعتية بالمغرب فضلا عن تعبير المجلس الجماعي عن عجزه في توفير النقل المدرسي للتلاميذ الذي طرحه الآباء كحل بديل. لكن مديرية التعليم كان لها رأي آخر و قد طبقته على أرض الواقع وهو إستغلال قاعة للإعلاميات تابعة للمدرسة الجماعاتية كإقامة و مبيت لهؤلاء التلاميذ الذي يبلغ عددهم 25 تلميذا مع توفير لهم الأفرشة و الأسرة. و قد أكد مصدر جيد الاطلاع أن غلق الفرعيات بالجماعة تسبب كثيرا في تفشي ظاهرة الهدر المدرسي على مستوى الجنسين،مؤكدا أن الموسم الدراسي الحالي سجل عدم التحاق حوالي 20 تلميذا بدراستهم. و ذكرت مصادر مطلعة أن المرافق الصحية بالمدرسة الجماعاتية بحاسي بركانإقليمالناظور جد متدهورة مع تسجيل خصاص في الموارد البشرية على مستوى المستخدمات و المرافقات و المربيات ناهيك عن نقص في المواد الغذائية بالمطعم حسب تصريح لأحد الاباء. ويبقى التساؤل المطروح ما هي الحلول المستقبلية في ظل ارتفاع عدد التلاميذ سنويا و أليس فتح الفرعيات المغلقة الحل الأنسب أم النقل المدرسي سيكون الحل الأوسط؟